و(الله): هو العَلَم الأعظم لله ﷿؛ فهو اسم الله ﷾ الذي هو عَلَم من أعلامِهِ.
وأصله من الإله: وهو المعبود، وهو يطلق على المعبود سواء كانت عبادته حقًا أو كانت باطلًا، كما قال تعالى: ﴿أنه لا إله إلا أنا﴾ (١)، وقوله ﴿واتخذوا من دونه آلهة﴾ (٢): فهي آلهة لكنها باطلة. لذا يقال: لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله ﷾.
فإذًا (الله): مشتق من الإله: وهو المعبود، والله هو الاسم الأعظم لله، وهو علمٌ له.
(الرحمن): أيضا اسم من أسمائه وتعالى متضمن لصفته الرحمة التي هي صفة من صفاته تعالى.
و(الرحيم) كذلك اسم من أسمائه متضمن لصفة الرحمة أيضا إلا أن الرحمة في الرحمن صفة متعلقة بذاته سبحانه، أي ذو الرحمة الواسعة الشاملة.
وأما الرحيم فهي صفة متعلقة بفعله سبحانه: أي ذو الرحمة الواصلة أي إلى من يشاء من خلقه سبحانه.
والرحمن: نظرًا إلى صفتة الذاتية.
والرحيم: نظرًا إلى صفته ﷾ الفعلية.
* قوله: «الحمد لله حمدًا لا ينفد» .
هنا شرع المؤلف بالحمد لما ورد في سنن أبي داود وابن ماجه أن النبي ﵊ قال: (كل أمر ذي بال لا يبدأ بالحمد لله فهو أقطع) (٣) أي ذاهب البركة، فلا بركة فيه.
وهذا الحديث رواه الحفاظ عن الزهري مرسلًا.
_________
(١) سورة النحل (٢)، سورة الأنبياء (٢٥) .
(٢) سورة الفرقان (٣) .
(٣) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب الهدي في الكلام (٤٨٤٠) بلفظ: (كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم)، أخرجه ابن ماجه في كتاب النكاح باب خطبة النكاح (١٨٩٤) " حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن يحيى ومحمد بن خلف العسقلاني قالوا: حدثنا عبيد الله بن موسى عن الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد أقطع ".
1 / 6