الفصل الخامس فيما ينبغى للمقرئ أن يفعله
ينبغى له تحسين (١) الزى دائما لقوله ﵇: «إنّ الله جميل يحبّ الجمال» (٢) وترك الملابس المكروهة وغير ذلك مما لا يليق به.
وينبغى له ألا يقصد بذلك توصلا إلى غرض من أغراض الدنيا: من مال أو رئاسة (٣) أو وجاهة أو ثناء عند الناس أو صرف (٤) وجوههم إليه، أو نحو ذلك.
وينبغى إذا جلس أن يستقبل (٥) القبلة على طهارة كاملة، وأن يكون جاثيا على ركبتيه، وأن يصون عينيه حال الإقراء عن تفريق نظرهما (٦) من غير حاجة، ويديه عن العبث، إلا أن يشير للقارئ إلى المد، والوصل، والوقف [وغير ذلك] (٧) مما مضى عليه السلف.
وأن يوسع مجلسه ليتمكن جلساؤه فيه؛ كما روى أبو داود من حديث أبى سعيد الخدرى (٨) - رضى الله عنه- أن النبى ﷺ قال: «خير المجالس أوسعها» (٩).
_________
(١) فى ص: يحسن.
(٢) أخرجه مسلم (١/ ٩٣) كتاب الإيمان باب تحريم الكبر وبيانه (١٤٧/ ٩١) وأحمد (١/ ٤١٢، ٤١٦، ٤٥١) وأبو داود (٢/ ٤٥٧) كتاب اللباس باب ما جاء فى الكبر (٤٠٩١) والترمذى (٣/ ٥٣٣ - ٥٣٤) كتاب البر والصلة باب ما جاء فى الكبر (١٩٩٨، ١٩٩٩) وابن ماجة (١/ ٨٤ - ٨٥) فى المقدمة باب فى الإيمان (٥٩) وفى (٤١٧٣) وأبو يعلى (٥٠٦٦، ٥٢٨٩) وابن خزيمة فى التوحيد (٣٨٤) وأبو عوانة (١/ ٣١) والطحاوى فى شرح المشكل (٥٥٥١، ٥٥٥٢) وابن حبان (٢٤٤، ٥٤٦٦) والطبرانى فى الكبير (١٠٠٠٠، ١٠٠٠١) والحاكم (٤/ ١٨١) والبيهقى فى الآداب (٥٩١) من طريق إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود عن النبى ﷺ قال: «لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس». وأخرجه أحمد (١/ ٣٩٩) من طريق يحيى ابن جعدة عن ابن مسعود قال قال رسول الله ﷺ: «لا يدخل النار من كان فى قلبه مثقال حبة من إيمان ولا يدخل الجنة من كان فى قلبة مثقال حبة من كبر ... إن الله جميل يحب الجمال ولكن الكبر من سفه الحق وازدرى الناس».
(٣) فى د: ورئاسة.
(٤) فى م: وصرف.
(٥) فى ص، د: أن يكون مستقبل.
(٦) فى ص: نظيرهما.
(٧) فى ز، ص، د: وغيره.
(٨) هو سعد بن مالك بن سنان- بنونين- ابن عبد بن ثعلبة بن عبيد بن خدرة- بضم المعجمة- الخدرى، أبو سعيد، بايع تحت الشجرة، وشهد ما بعد أحد، وكان من علماء الصحابة، له ألف ومائة حديث وسبعون حديثا، اتفقا على ثلاثة وأربعين، وانفرد البخارى بستة وعشرين، ومسلم باثنين وخمسين وعنه طارق بن شهاب، وابن المسيب، والشعبى، ونافع وخلق، قال الواقدى: مات سنة أربع وسبعين.
ينظر: الخلاصة (١/ ٣٧١) (٢٣٩٧)، تهذيب التهذيب (٣/ ٤٧٩)، الإصابة (٣/ ٧٨).
(٩) أخرجه البخارى فى الأدب المفرد (١١٣٦) وأبو داود (٢/ ٦٧٣) كتاب الأدب باب فى سعة المجالس
1 / 58