81

«الظاهر»، هنا بمعنى الغالب كما يشير إليه تعدية [1] «على». و«القهر»، هنا عبارة عن إفناء الكل [2] بالفناء [3] السرمدي والحكم على الكل بالهلاك الذاتي والعدم الحقيقي. والظهور بهذا المعنى، يستلزم الظهور بمعنى عدم الخفاء؛ لأنه إذا كان كل شيء هالكا فالظاهر بآياته هو الله لا غير. ولو لم يقهر كل شيء لما ظهر في كل شيء.

والمشاهد لجميع الأماكن بلا انتقال إليها

قد ورد في بعض الأخبار: أن كل سافل من الكرات الجسمانية بالنسبة إلى العالى كحلقة في فلاة [4] . ويوافق ذلك ما ذكره علماء الهيئة. وكذلك نسبة جميع الكرات الجسمانية [5] إلى الكرات الروحانية المعبرة عنها بحجب النور وغير ذلك، هي تلك النسبة بل أقل من ذلك بكثير. وإذا كانت نسبتها إلى أمثالها كذلك، فما ظنك برب العالمين الذي أحاط بكل شيء علما [6] «وهو بكل شيء محيط» [7] فالمكان والمكانيات بالنسبة إلى أفق جبروته، كنقطة سوداء في بياض صبح السماء وكذا الزمان والزمانيات بالنظر إلى بقاء ملكه، كآن لا يتجزى. فمن أين يحتاج سبحانه في مشاهدة الأماكن إلى انتقال أو زوال من حال فسبحان الذي بيده ملكوت كل

Страница 96