170

رب العالمين ومبدأ الخلائق أجمعين.

ولا في معناه لله تعظيم

أي لو قيل فيه كل قول شريف عظيم المرام، واجيب عنه بكل جواب لطيف يليق بالكرام، فليس في معنى هذا القول ولا في مغزى ذلك الجواب لله تعظيم؛ إذ هو سبحانه أعظم من كل ما يتصور بلا نهاية [1] وأجل من أن يحيط به العقول الناقصة.

[وجه انه ليس في إبانته تعالى عن الخلق ظلم]

ولا في إبانته عن الخلق ضيم إلا بامتناع الأزلي ان يثنى ولا بدء له ان يبدأ [2]

«الضيم»: الظلم وضامه حقه: نقصه. كذا في القاموس. أي ليس في إبانته سبحانه عن الخلق بكونه أزليا، ظلم من الله سبحانه على خلقه وتنقيص إياه عن حقه؛ إذ الظلم إنما يمكن لو قبل طباع الإمكان الأزلية وذلك مستحيل إذ الإمكان هو القوة على قبول الأنوار الإلهية وذلك يستلزم المسبوقية.

وأيضا، نفس الأزلية تأبى عن الأثنوة إذ الواحد متقدم بالطبع على الاثنين؛ هذا من جانب الممكن وظرف الأزل؛ وأما من جهته سبحانه فهو أيضا لا يمكن أن يكون هو في مرتبة [3] الخلق إذ قد فرض انه مبدأ المبادئ ولا بدء له قبله. فكيف يمكن أن يكون هو في مرتبة الخلق بأن لا يكون أزليا، فليس في تلك الإبانة- بأن صار هو أزليا لا شيء معه في ديمومته [4] ، وصار الخلق حادثا مسبوقا بعدم نفسه-

Страница 185