143

بخلقه» وذلك ينافي الغنى الذاتي.

وأما الأصل، فهو ان فاعل الشيء، يجب أن لا يكون فيه شيء من معلوله بأن يكون هو سنخا له وذلك لأن الحق في «الجعل» إنما هو جعل الطبائع كما هو صريح قوله: «بتشعيره المشاعر» أي بجعله المشاعر [1] جعلا بسيطا حتى توجد مشاعر. فجاعل الطبيعة النوعية إنما يجعل جنسها متقيدا بالفصل، إذ لا وجود له الا بذلك الفصل لأنه تعين الجنس [2] . فإذا كان ذلك الجنس المعلول حاصلا في العلة، يلزم علية الشيء لنفسه. ولا مجال هاهنا للقول بانه علة لذلك الجنس في ضمن هذا الفرد، إذ قد قلنا ان المجعول بالذات هو الطبيعة، والفرد مجعول بالعرض ببراهين ليس هاهنا محل ذكرها. وبالجملة، لو كان من المعلول سنخ في العلة لزم كون الشيء معلولا لنفسه وذلك ممتنع. فبتشعير الله [3] المشاعر وجعله إياها، عرف العارفون بالله ان لا مشعر له- لا جنسه ولا سنخه- فالعلة مباينة للمعلول بتمام ذاتها وحقيقتها «وليذهب الحسن يمينا وشمالا فليس العلم الا هاهنا» [4] ، [5] .

[وجه انه لا جوهر له تعالى]

وبتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر له

«التجهير»، جعل الشيء جوهرا. وفي العبارة تجريد للكلمة عن بعض أجزاء المعنى أي بجعله الجواهر جعلا بسيطا حتى توجد جواهر، عرف أن لا جوهر له

Страница 158