181

Шарх Тальат аш-Шамс

شرح طلعة الشمس على الألفية

Жанры

المجاز هو: اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة فخرج بالمستعمل في غير ما وضع له إلى آخر الحقيقة، فإنها لفظ مستعمل فيما وضع له كما مر، والعلاقة والقرينة شرطان للمجاز لأنه لو لم تكن القرينة هادية إلى معناه المراد به لما صرف عن أصله الذي وضع له، ولو لم تكن هنالك علاقة لما صح التجوز، والعلاقة اتصال ما بين المعنى الذي وضع له اللفظ، والمعنى الذي استعمل فيه، وذلك الاتصال هو الذي يعرف عند علماء البيان بوجه الاستعارة، وبعلاقة المجاز، وهو إما تشبيه كإطلاق الأسد على الرجل الشجاع من قولنا رأيت أسدا على فرس، فالأسد في الرجل مجاز، والعلاقة بينهما المشابهة في الشجاعة، وقولنا على فرس قرينة صارفة للفظ الأسد عن معناه الحقيقي؛ لأن الأسد الذي هو الحيوان المخصوص لا يرى عادة على فرس، وقد يكون التشبيه اعتباريا بأن ينزل التقابل منزلة التناسب بواسطة تملي أو تهكم كما في إطلاق الشجاع على الجبان، أو التفاؤل كما في إطلاق البصير على الأعمى، والمفازة على المهلكة ، أو مشاكلة كما في إطلاق السيئة على جزائها، وما أشبه ذلك، ووجه ذلك أن المتكلم بمثل هذا ادعى أن هذه الأشياء المتضادة متشابهة ليحصل له غرضه المذكور، من نحو تهكم فكانت العلاقة في نحو إطلاق الشجاع على الجبان المشابهة في ادعاء المتكلم، وهي معدومة، حقيقة فأثبتها المتكلم اعتبارا، وكذا يقال فيما بعده هذا حيث يكون الوصف ظاهرا، والغرض حاصلا لأن الوصف الخفي لا يكون علاقة للمجاز، فلا يطلق على أبخر الفم أنه أسد لخفاء هذه الصفة في الأسد؛ ولأنه اشتهر بصفة الشجاعة، وهي المتبادرة عند التشبيه به، وكذلك لا يطلق المسك على أسود اللون لأن الوصف الذي اشتهر في المسك إنما هو طيب الرائحة لا سواد لونه، وقد تكون العلاقة الكون الأول، فهو عبارة عن تسمية الشيء باسم ما كان عليه كتسمية البالغين باليتامى في قوله تعالى: { وآتوا اليتامى أموالهم }

Страница 200