الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا﴾ (١) وقوله ﵎: ﴿وتوبوا
إلى الله جميعا أيّهَ المؤمنون لعلكم تفلحون﴾ (٢) في آيات كثيرة، ولو كانت
الطهارة والصلاة وأعمال البرّ مكفرة للكبائر، والمتطهر المصلي غير ذاكر لذنبه
ولا قَاصد إليه ولا حضره في حينه ذلك الندم عليه لما كان لأمر الله عليه
بالتوبة معنى، ولكان كلّ من يتوضأ وصلى يشهد له بالجنة بأثر سلامه من
صلاته، وإن ارتكب مثلها ما شاء من المرتكبات الكبائر، وهذا لا يقوله أحد
ممن له فهم صحيح، وقد أجمع المسلمون أنَّ التوبة على المذنب فرض،
والفروض لا يصح أداء شيء منها إّلا بقصد ونية، وقال ﵇:"الندم
توبة (٣) وقال: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى
رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر" (٤) وهذا يبيّن لك ما ذكرنا
_________
(١) سورة التحريم آية: ٨.
(٢) سورة النور آية: ٣١.
(٣) صحيح. رواه ابن ماجة (ح/٤٢٥٢) وأحمد في"المسند" (١/٣٧٦، ٤٢٣، ٤٣٣)
والبيهقي في الكبرى" (١٠/١٥٤) والحاكم في"المستدرك" (٤/٢٤٣) والحميدي (١٠٥)
والفتح (١١/١٠٣) والطبراني في"الصغير" (١/٣٣) والتمهيد (٤/٤٥) والترغيب (٤/
٩٧، ٩٨) وشرح السنة (٥/٩١) ومشكل الآثار (٢/١٩٩) وآمالي الشجري (١/١٩٥،
١٩٦) والحلية لأبي نعيم (٨/٥١، ٣١٢،، ١٠/٣٩٨) وابن عساكر في"التاريخ" (٣/
٣١٤) وابن عدي في"الكامل" (١/٢٠٣، ٤/١٣٢٩، ١٣٨١، ١٣٦٤، ١٤٩٩، ٧/
٢٦٦٨) . وكذا صححه الشْيخ الألباني.
(٤) صحيح. رواه مسلم في (الطهارة ح/١٤، ١٥، ١٦) وابن ماجة (ح/٥٩٨) والترمذي
(ح/٢١٤) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد (رقم ١٠٢٩ ج ٢ ص ٤٨٤) . ورواه
مسلم أيضا من طريق ابن وهب عن أبي صخر حميد بن زياد عن عمر بن إسحاق مولى زائدة
عن أبيه عن أبي هريرة. ورواه أحمد أيضا مختصرا من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد،
وصالح المعلم، وحميد، ويونس عن الحسن عن أبي هريرة (رقم ٩٣٤٥. ح ٢، ص ٤١٤) .
والطبراني (٤/١٨٥) ومطالب (٥٨١) والتمهيد (٤/٤٥، ٤٦، ٥٠) وأبو عوانة (٢/٢٠)
وشرح السنة (٢/١٧٧) وللكنز (١٨٨٩٤) والمغني عن حمل الأسفار (١/١٤٦، ٤/١٦)
والمجمع (١/٢٩٨، ٣٠٠) والبغوي (١/٥١٥، ٣/٢٥٧) وابن خزيمة (٣١٤، ١٨١٤)
واستذكار (١/٢٥٤) والمشكاة (٥٦٤) والطبري (١/٣٨٦) .
1 / 44