Шарх Рийад ас-Салихин ибн Усаймин

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
42

Шарх Рийад ас-Салихин ибн Усаймин

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

Издатель

دار الوطن للنشر

Номер издания

١٤٢٦ هـ

Место издания

الرياض

Жанры

والأمر الثاني: أن لا يرجع أحدهم منهم إلي مكة بعد أن خرج منها؛ مهاجرًا إلي الله ورسوله. لأنك إذا خرجت من البلد مهاجرًا إلي الله ورسوله؛ فهو كالمال الذي تتصدق به. يكون البلد مثل المال الذي تصدق به لا يمكن أن ترجع فيه. وهكذا كل شيء تركه الإنسان لله لا يرجع فيه. ومن ذلك: ما وفق فيه كثير من الناس من إخراج التليفزيون من بيوتهم؛ توبة إلي الله، وابتعادًا عنه، وعما فيه من الشرور. فهؤلاء قالوا هل يمكن أن نعيده إلي البيت؟ نقول: لا، بعد أن أخرجتموه لله لا تعيدوه؛ لأن الإنسان إذا ترك شيئًا لله، وهجر شيئًا لله، فلا يعود فيه. ولهذا سأل النبي ﵊ ربه أن يمضي لأصحابه هجرتهم. وقوله: «ولا تردهم علي أعقابهم» أي لا تجعلهم ينتكسون عن الإيمان فيرتدون علي أعقابهم؛ لأن الكفر تأخر، والإيمان تقدم، وهذا على عكس ما يقوله الملحدون اليوم؛ حيث يصفون الإسلام بالرجعية، ويقولون إن التقدمية: أن ينسلخ الإنسان من الإسلام، وأن يكون علمانيًا؛ يعني أنه لا يفرق بين الإيمان والكفر - والعياذ بالله - ولا بين الفسوق والطاعة، فالإيمان هو التقدم في الحقيقة. المتقدمون هم المؤمنون، والتقدم يكون بالإيمان، والرده تكون نكوصا لي العقبين؛ كما قال النبي - ﵊ هنا: «ولا تردهم علي أعقابهم» .

1 / 47