Шарх Рисала Насиха
شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
Жанры
قال القاسم -عليه السلام-: وجه الحكمة في ذلك من الشاهد: أنا رأينا من الآلام في الشاهد ما هو إحسان أو داعي إلى الإحسان، من ذلك ضرب المؤدبين للصبيان، ومنه الفصد والحجامة، وشرب الأدوية الكريهة، كل ذلك إحسان وداعي إلى إحسان، وكل ما هو كريه من قبل الله -تعالى- مثل الموت والمرض والعذاب وغيره؛ فحسن في الصنع، وصواب في التدبير([13])) فصرح -عليه السلام- بما ذهبنا إليه من حسن الآلام، وأنها من قبل الله.
ونبه بالمثال أنها تحسن للنفع كما يحسن شرب الدواء الكريه لنفع العافية ودفع ضرر الألم كما يدفع بالإعتبار ضرر ألم عقاب الآخرة، فلما صرح -عليه السلام- للملحدة بذلك، قال له: فما الحكمة فيه كما ذكرنا في الإعتراض قبل ذكر قوله - عليه السلام- فأجابه -عليه السلام- بأن تبيين وجه الحكمة في ذلك لا يلزم بقوله، ولو لم يعلم علل ذلك وأسبابه لكان جائزا؛ لأنك إذا علمت في الأصل أنه حكيم، فالحكيم لا يفعل فعلا إلا لحكمة.
فإن قيل: أنبؤونا بذلك على وجه الإفادة، إذ منكم البداية وإليكم الإعادة؟
قلنا: وجه الحكمة في ذلك؛ أن العبد مع الألم يكون أقرب إلى طاعة الله -تعالى- والتضرع إليه، وقد قال سبحانه: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه}[يونس:12]، وما قرب إلى ذكر الله -تعالى- أو طاعته؛ فلا خلاف بين أهل الإسلام في حسنه.
فإن قيل: هذا مسلم؛ ولكنا نرى الألم يباعد من الطاعة، فكأنكم أردتم الإحتجاج بأمر أناخ عليكم بكلكله([14])، يوضح ذلك أن المريض ربما عجز عن الصلاة قائما وعن الطهارة والصيام.
Страница 167