فانضمَّتْ واشتدت، ودأي: جمع دأية، وهي الفقار، وكل فقرة من فقار العنق والظهر دأية، يقول: محال ظهرها متراصف متدان بعضه من بعض، وذلك أشد لها وأقوى من أن لا تكون متدانيات.
(كَأَنَّ كِنَاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنُفَانِهَا ... وَأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْت صُلْبٍ مُؤَيَّدِ)
الكناس: أن يحتفر الثيران في أصل الشجرة كالسرب يكنها من الحر والبرد، والجمع كُنُس، وقد كنست تكنس؛ إذا استظلت في كُنُسها من الحر، وإنما قال (كناسي) لأنه يستكن بالغداة في ظلها وبالعشي في فيئها، والضال: الشدر البرى الواحدة ضالة، والأطر: العطف، والمؤيد: المقوى، والأيد: القوة، يقول كأن كناسي ضالة يكنفان هذه الناقة من سعة ما بين مرفقيها وزورها، وإنما أراد أن مرفقيها قد بانا عن إبطيها، فشبه الهواء الذي بينهما بكناسي ضالة؛ فليس بها
حازولا ناكت، وكأن قسيا مأطورة تحت صلبها، يعني تحت ضلوعها.
(لَهَا مِرْفَقَانِ أَفْتَلاَنِ كأَنَّمَا ... تَمُرُّ بِسَلْمَىْ دَالج مُتَشَدِّدِ)
الأفتلان: المتباينان كأنما فتلا عن صدرها، أي عدلا، والسلم: الدلو لها عروة واحدة نحو دلو السقائين، والدالج: الذي يمشي بين الحوض والبئر، يقول: هما مفتولان كأنهما سلمان بيدي دالج فهو يجافيهما عن ثيابه، والرواية الجيدة (تَمُرَّ) بفتح التاء، ويروى (تُمرُّ) معناه تفتل وتجود الفتل. وقال ابن الأعرابي: أراد (كأنما تمرُّ سَلمى) فزاد الباء، أراد تباين مرفقا الناقة وتباعدا عن زورها، كما يتباعد عضد الدالج عن زوره.
1 / 67