بقوله فعادى.
(فَظَلَّ طُهَاةُ اللّحْمِ مِنْ بَيْنَ مُنْضِجٍ ... صَفِيفَ شِوَاءٍ أو قَدِيرٍ مُعَجَّلِ)
الطهاة: الطباخون، واحدهم طاه، والصفيف: الذي قد صُفف مرققا على الجمر، والقدير: ما طبخ في قدر، وأما خفض (قدير) فأجود ما قيل فيه - وأجاز مثله سيبويه - إنه كان يجوز أن يقول (من بين منضج صفيف شواء) فحمل قديرا على صفيف لو كان مجرورا، وشرح هذا أنك إذا عطفت اسما على اسم، وكان يجوز لك في الأول إعرابان فأعربته بأحدهما ثم عطفت الثاني عليه جاز لك أن تعربه بإعراب الأول وجاز لك أن تعربه بما كان يجوز في الأول فتقول (هذا ضاربُ زيدٍ وعمرٍو) وإن شئت قلت: (هذا ضاربُ زيدٍ وعمرًا) لأنه قد كان يجوز لك أن تقول: (هذا ضاربٌ زيدًا وعمرًا) وان شئت قلت: (هذا ضاربٌ زيدًا وعمرٍو)؛ لأنه قد كان يجوز لك أن تقول: (هذا ضاربُ زيدٍ وعمرٍو) فهذا يجيء على مذهب سيبويه، وأنشد:
مَشَائِيمُ لَيْسُوا مُصْلِحِينَ عَشِيرَةً ... وَلاَ نَاعِبٍ إِلاَّ بِشُؤْمٍ غُرَابُهَا
والمازني وأبو العباس لا يجيزان هذه الرواية، والرواية عندهما (ولا ناعبا)
1 / 46