نشان بأرض مريئة.
(تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنِ الصّبَا ... وَلَيْسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاهُ بِمُنْسَلِ)
ويروى (عن هواك) و(عن صباه) والصبا: أن يفعل فعل الصبيان، يقال: صبا إلى اللهو يصبو صباءا وصبوا، والعمايات: جمع عماية، وهي الجهالة، ومنسل: منفعل من السُّلُو، وعن الأولى تتعلق بتسلت والثانية بمُنسل.
(أَلاَ رُبَّ خَصْمٍ فيكِ أَلْوَى رَدَدْتُهُ ... نَصِيحٌٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرُِ مُؤْتَلِ)
الخصم يكون واحدا وجمعا ومؤنثا ومذكرا، والألوى: الشديد الخصومة، كأنه يلتوي على خصمه، والتعذال والعَذْل والعَذَل واحد، ومُؤْتل: أي مُقصر ومعنى (رددته) أي لم أقبل من نصحه، ومعنى (غيرُ مُؤتل) أي غير تارك نُصحي بجهده.
(وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ مُرْخٍ سُدُولَهُ ... عَلَيَّ بِأَنْوَاعِ الهُمُومِ لِيَبْتَلِي)
كموج البحر: يعني في كثافة ظلمته، وسدوله: ستوره، واحده سدل، و(سدل ثوبه) إذا أرخاه ولم يضمه، وقوله: (بأنواع الهُمُوم) أي بضروب الهموم (ليبتلى) أي لينظر ما عنده من الصبر والجزع، ويبتلى بمعنى يختبر.
ومعنى البيت إنه يُخبر أن الليل قد طال عليه.
وسدوله ينتصب بمُرخ، وعلىَّ يتعلق بمُرخ، وكذلك الباء في بأنواع الهموم.
(فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ ... وَأَرْدَفَ أَعْجَازًا وَنَاَء بِكَلْكَلِ)
وروى الأصمعي: (لما تمطى بجوزه) ومعناه لما تمدد بوسطه، وقوله: (وأردف
1 / 35