والتقدير: إذا بلغت ابن أبي موسى، وروى سيبويه (إذا ابن أبي موسى) بالرفع، وزعم أبو العباس أن هذا غلط أن يرفع ما بعد إذا بالابتداء، ولكنه يجوز الرفع عنده على تقدير إذا بلغ ابن أبي موسى، والخليل وأصحابه يستقبحون أن يجازوا بإذا وإن كانت تُشبه حروف المجازاة في بعض أحوالها فإنها تخالفهن بأن ما بعدها يقع موقتا؛ لأنك إذا قلت (آتيك إذا احمر البُسر) فهو وقت بعينه، وكذلك قوله ﷿: (إذا السَّماءُ انشقتْ) وقت بعينه؛ فلهذا قبح أن يجازى بها إلا في الشعر، قال الشاعر:
تَرْفَعُ لِي خِنْدِفٌ، وَاللهُ يَرْفَعُ لِي ... نارًا إذا مَا خَبَتْ نِيرَانُهُمْ تَقِدِ
و(هضيم) عند الكوفيين بمعنى مهضومة، فلذلك كان بلا هاء، وهو عند سيبويه على النسب، وأراد بالكشح الكشحين كما تقول: كحلت عيني، تريد عيني، وريَّا: فعلى من الريِّ، والري: انتهاء شرب العطشان، فهو عند ذلك يمتلئ جوفه، فقيل لكل ممتلئ من شحم ولحم: ريَّان.
ومعنى البيت: إنه إذا قال لها نوليني تمايلت عليه بيديها ملتزمة له.
(مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ)
المهفهفة: الخفيفة اللحم التي ليست برهلة ولا ضخمة البطن، والمفاضة: المسترخية البطن، وكأنه من قولهم: حديث مستفيض، والترائب: جمع تريبة، وهو موضع القلادة من الصدر، والسجنجل: المرآة، وقيل: سبيكة الفضة، وهي
1 / 28