(فَقَالَتْ: يَمِينَُ اللهِ، مَالَكَ حِيَلةٌ، ... وَمَا أن أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِي)
ويرى (ما أن أرى عنك العماية) والعماية: مصدر عمى قلبه يعمى عمى وعماية، والغواية والغي واحد، وتنجلي: تنكشف، وجليت الشيء: كشفته، و(يمين الله) منصوب، بمعنى حلفت بيمين الله، ثم أسقط الحرف فتعدى الفعل، ويروى (يمين الله) بالرفع، ورفعه على الابتداء، وخبره محذوف، والتقدير: يمين الله قسمي، أو عليَّ، و(إن) في قوله (ما أن أرى عنك الغواية) توكيد للنفي، ومعنى البيت إنها خافت أن يُظهر عليهما ويُعلم بأمرهما، فالمعنى: مالك حيلة في التخلص، ويجوز أن يكون المعنى: مالك حيلة فيما قصدت له، وقال ابن حبيب: أي لا أقدر أن أحتال في دفعك عنى.
(فَقُمْتُ بِهَا أَمْشِى تَجُرُّ وَرَاَءنَا ... عَلَى إِثْرِنَا أَذْيَالَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ)
ويروى (على أثرينا ذيل مرط) والمرط: إزار خز مُعلم، والمرحل: الذي فيه صُور الرحال من الوشي، وقوله (أمشى) في موضع النصب على الحال، ومعنى البيت أنها قالت له مالك حيلة هنا خرج بها إلى الخلوة ومعنى جرها أذيالها إنها تفعل ذلك لتعفى أثرهما؛ لئلا يُقتفى أثرهما فيعرف موضعهما.
(فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وَانْتَحَى ... بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ)
أجزنا وجزنا بمعنى واحد، وقال الأصمعي: أجزنا قطعنا، وجزنا سرنا فيه وخلفناه، والساحة والباحة والفجوة والقروة والنالة: كلها فناء الدار، ويقال: هي الرحبة كالعرصة، وانتحى: اعترض، والخبت: بطن من الأرض غامض، ويروى (بطن حقف) والحقف: ما اعوج من الرمل وانثنى، وجمعه أحقاف، والقف: ما ارتفع من الأرض وغلظ، ولم يبلغ أن يكون جبلا،
1 / 26