ولو شَهِدَتْني من عُبَيدٍ عصابةٌ ... حُماةٌ لخاضوا الموتَ حيثُ أُنازِل
بكلِّ لذيذٍ لم يَخُنْهُ ثِقافُهُ ... وعضبٍ حُسامٍ أخلصَتْهُ الصَّياقِل
وما ذَنْبُنا أَنَّا لَقِينا قَبيلةً ... إذا وَاكَلَتْ فرسانُنا لا تُواكل
يُساقونَنا كأسًا مِنَ الموتِ مُرَّةً ... وعرَّدَ عنا المُقرِفونَ الحَناكِل
الحناكلُ القِصارُ الأفعالِ، واحد حَنكل. وعَرَّد فرّ.
فليت سُعيرًا كان حَيْضًا بِرَجلِها ... وليت حُجَيرًا غَرَّقته القوابل
إذا مات الصَّبيُّ في الرَّحِم فقد غَرَّقتهُ القوابل.
ولَيَتُهُم لم يركبوا في رُكُوبنا ... وليت سليطًا دونَها كان عاقِل
رُكوبٌ جمعُ رَكبٍ، وعاقلُ وادٍ ببلاد قيس، وهو اليوم لباهلةَ بنِ أَعصُر.
فما بين مَن هاب المِنَيَّةَ منكم ... ولا بيننا إلا ليالٍ قلائل
وقال لُقيمُ بنُ أوسِ الشَّيبانيُّ في ذلك، ويذُكرُ أن الملبِّد قال: إنما قَتل لُقيمٌ بُجيرًا حسدًا لأنه أسَرهُ:
إني وبيت الله لولا شدَّتي ... لَشَتَا المُلبِّد في رِجامٍ مُوْصَدِ
أو غَيرَ ذلِكُمُ رهينةَ ماغثٍ ... بفوارسٍ شربوا سِمامَ الأسْوَد
لَحِقُوا وَدَعْواهم عُبَيدٌ كُلُّهم ... فَلَقُوا مناياهم حِمامَ المَرْصَدِ
أَفَكَانَ شكري أنْ زعمتَ نَفَاسَةٌ ... نَقْذِيكَ أمسِ وليتني لم أشهد
1 / 184