Шарх Нахдж аль-Балага
شرح نهج البلاغة
Редактор
محمد عبد الكريم النمري
Издатель
دار الكتب العلمية
Издание
الأولى
Год публикации
1418 AH
Место издания
بيروت
ثم قال : وإن مسيري هذا لمثلها ، فلأنقبن الباطل ، كأنه جعل الباطل كشيء قد اشتمل على الحق ، واحتوى عليه ، وصار الحق في طيه ، كالشيء الكامن المستتر فيه ، فأقسم لينقبن ذلك الباطل إلى أن يخرج الحق من جنبه وهذا باب الإستعارة أيضا .
ثم قال : لقد قاتلت قريشا كافرين ولأقاتلنهم مفتونين ، لأن الباغي على الإمام مفتون فاسق .
وهذا الكلام يؤكد قول أصحابنا : إن أصحاب صفين والجمل ليسوا بكفار ، خلافا للإمامية ، فإنهم يزعمون أنهم كفار .
حذيفة بن اليمان وخبر يوم ذي قار
وروى أبو مخنف عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن زيد بن علي ، عن ابن عباس ، قال : لما نزلنا مع علي عليه السلام ذا قار ، قلت : يا أمير المؤمنين ، ما أقل من يأتيك من أهل الكوفة فيما أظن ! فقال : والله ليأتيني منهم ستة آلاف وخمسمائة وستون رجلا ؛ لا يزيدون ولا ينقصون .
قال ابن عباس : فدخلني والله من ذلك شك شديد في قوله ، وقلت في نفسي : والله إن قدموا لأعدنهم .
قال أبو مخنف : فحدث ابن إسحاق ، عن عمه عبد الرحمن بن يسار ، قال : نفر إلى علي عليه السلام إلى ذي قار من الكوفة في البحر والبر ستة آلاف وخمسمائة وستون رجلا ، أقام علي بذي قار خمسة عشر يوما ، حتى سمع صهيل الخيل وشحيج البغال حوله .
قال : فلما سار بهم منقلة ، قال ابن عباس : والله لأعدنهم ، فإن كانوا كما قال ، وإلا أتممتهم من غيرهم ، فإن الناس قد كانوا سمعوا قوله . قال : فعرضتهم فوالله ما وجدتهم يزيدون رجلا ، ولا ينقصون رجلا ، فقلت : الله أكبر ! صدق الله ورسوله ! ثم سرنا .
قال أبو مخنف : ولما بلغ حذيفة بن اليمان أن عليا قد قدم ذا قار ، واستنفر الناس ، دعا أصحابه فوعظهم وذكرهم الله وزهدهم في الدنيا ، ورغبهم في الآخرة ، وقال لهم : الحقوا بأمير المؤمنين ووصي سيد المرسلين ، فإن الحق أن تنصروه ؛ وهذا الحسن ابنه وعمار قد قدما الكوفة يستنفران الناس ، فانفروا .
قال : فنفر أصحاب حذيفة إلى أمير المؤمنين ، ومكث حذيفة بعد ذلك خمس عشرة ليلة ، وتوفي رحمه الله تعالى .
قال أبو مخنف : وقال هاشم بن عتبة المرقال ، يذكر نفورهم إلى علي عليه السلام :
وسرنا إلى خير البرية كلها . . . على علمنا أنا إلى الله نرجع
Страница 111