274

Шарх Нахдж аль-Балага

شرح نهج البلاغة

Редактор

محمد عبد الكريم النمري

Издатель

دار الكتب العلمية

Издание

الأولى

Год публикации

1418 AH

Место издания

بيروت

فقال عثمان : قد كان من قولي ما كان ، وإن الفائت لا يرد ، ولم آل خيرا .

فقال مروان : إن الناس قد اجتمعوا ببابك أمثال الجبال ، قال : ما شانهم ، قال : أنت دعوتهم إلى نفسك ، فهذا يذكر مظلمة ، وهذا يطلب مالا ، وهذا يسأل نزع عامل من عمالك عنه ، وهذا ما جنيت على خلافتك ، ولو استمسكت وصبرت كان خيرا لك . قال : فاخرج أنت إلى الناس فكلمهم فإني أستحي أن أكلمهم وأردهم .

فخرج مروان إلى الناس ، وقد ركب بعضهم بعضا ، فقال : ما شأنكم ؟ قد اجتمعتم كأنكم جئتم لنهب ، شاهت الوجوه ! أتريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا ! اعزبوا عنا ، والله إن رمتمونا لنمرن عليكم ما حلا ، ولنحلن بكم ما لا يسركم ، ولا تحمدوا فيه غب رأيكم ، ارجعوا إلى منازلكم ، فإنا والله غير مغلوبين على ما في أيدينا . فرجع الناس خائبين يشتمون عثمان ومروان ، وأتى بعضهم عليا عليه السلام فأخبره الخبر ، فأقبل علي عليه السلام على عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الزهري ، فقال : أحضرت خطبة عثمان ؟ فقال : نعم ، قال : أحضرت مقالة مروان للناس ؟ قال : نعم ، فقال : أي عباد الله ، يا لله للمسلمين ! إني إن قعدت في بيتي ، قال لي : تركتني وخذلتني ! وإن تكلمت فبلغت له ما يريد ، جاء مروان فتلعب به حتى قد صار سيقة له ، يسوقه حيث يشاء ، بعد كبر السن وصحبته الرسول صلى الله عليه وسلم . وقام مغضبا من فوره حتى دخل على عثمان ، فقال له : أما يرضى مروان منك إلا أن يحرفك عن دينك وعقلك ! فأنت معه كجمل الظعينة ، يقاد حيث يسار به ؛ والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا عقله ، وإني لأراه يوردك ثم لا يصدرك ، وما أنا عائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك ؛ أفسدت شرفك ، وغلبت على رأيك . ثم نهض .

فدخلت نائلة بنت الفرافصة ، فقالت : قد سمعت قول علي لك ، وإنه ليس براجع إليك ولا معاود لك ، وقد أطعت مروان يقودك حيث يشاء . قال : فما أصنع ؟ قالت : تتقي الله وتتبع سنة صاحبيك ، فإنك متى أطعت مروان قتلك ، وليس لمروان عند الناس قدر ولا هيبة ولا محبة ، وإنما رجع عنك أهل مصر لقول علي ، فأرسل إليه فاستصلحه ، فإن له عند الناس قدما ، وإنه لا يعصى .

فأرسل إلى علي فلم يأته وقال : قد أعلمته أني غير عائد .

Страница 88