Шарх Нахдж аль-Балага
شرح نهج البلاغة
Редактор
محمد عبد الكريم النمري
Издатель
دار الكتب العلمية
Номер издания
الأولى
Год публикации
1418 AH
Место издания
بيروت
وهذا من الكلام المستحسن ، والألفاظ الفصيحة ، والجوابات المسكتة ، وإنما كان أبو سفيان صاحب العير ، لأنه هو الذي قدم بالعير التي رام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن يعترضوها ، وكانت قادمة من الشام إلى مكة تحمل العطر والبر ، فنذر بهم أبو سفيان ، فضرب وجوه العير إلى البحر ، فساحل بها حتى أنقذها منهم ، وكانت وقعة بدر العظمى لأجلها ، لأن قريشا أتاهم النذير بحالها ، وبخروج النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه من المدينة في طلبها ، لينفروا ، وكان رئيس الجيش المسافر لحمايتها عتبة بن ربيعة بن عبد شمس جد معاوية لأمه .
وأما غنيمات وحبيلات . . . إلى آخر الكلام ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طرد الحكم بن أبي العاص إلى الطائف لأمور نقمها عليه ، أقام بالطائف في حبلة ابتاعها - وهي الكرمة - وكان يرعى غنيمات اتخذها ، يشرب من لبنها . فلما ولي أبو بكر ، شفع إليه عثمان في أن يرده ، فلم يفعل ، فلما ولي عمر شفع إليه أيضا فلم يفعل ، فلما ولي هو الأمر رده . والحكم جد عبد الملك ، فعيرهم خالد بن يزيد به .
وبنو أمية صنفان : الأعياص والعنابس ، فالأعياص : العاص ، والعيص ، وأبو العيص . والعنابس : حرب ، وأبو حرب ، وسفيان . فبنو مروان وعثمان من الأعياص ، ومعاوية وابنه من العنابس ؛ ولكل واحد من الصنفين المذكورين وشيعتهم كلام طويل ، واختلاف شديد في تفضيل بعضهم على بعض ، وكانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر .
وقال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار : كان معاوية يعزى إلى أربعة : مسافر بن أبي عمرو ، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة ، وإلى العباس بن عبد المطلب ، وإلى الصباح ؛ مغن كان لعمارة بن الوليد . قال : وقد كان أبو سفيان دميما قصيرا ، وكان الصباح عسيفا لأبي سفيان ، شابا وسيما ، فدعته هند إلى نفسها فغشيها .
وقالوا : إن عتبة بن أبي سفيان من الصباح أيضا ، وقالوا : إنها كرهت أن تدعه في منزلها ، فخرجت إلى أجياد ، فوضعته هناك . وفي هذا المعنى يقول حسان أيام المهاجاة بين المسلمين والمشركين في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عام الفتح :
لمن الصبي بجانب البطحا . . . في التراب ملقى غير ذي مهد
Страница 200