174

Шарх Нахдж аль-Балага

شرح نهج البلاغة

Редактор

محمد عبد الكريم النمري

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

1418 AH

Место издания

بيروت

ويوم كأن المصطلين بحره . . . وإن لم يكن جمرا قيام على جمر

صبرنا له حتى تجلى وإنما . . . تفرج أيام الكريهة بالصبر

علي عليه السلام : اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين .

علي عليه السلام : وإن كنت جازعا على ما تفلت من يديك ، فاجزع على كل ما لم يصل إليك ! وفي كتابه عليه السلام الذي كتبه إلى عقيل أخيه : ولا تحسبن ابن أمك - ولو أسلمه الناس - متضرعا متخشعا ، ولا مقرا للضيم واهنا ، ولا سلس الزمام للقائد ، ولا وطئ الظاهر للراكب ، ولكنه كما قال أخو بني سليم :

فإن تسأليني كيف أنت فإنني . . . صبور على ريب الزمان صليب

يعز علي أن ترى بي كآبة . . . فيشمت عاد أو يساء حبيب

النهي عن الرياء والكذب

واعلم أنه عليه السلام ، بعد أن أمرنا بالصبر ، نهى عن الرياء في العمل ، والرياء في العمل منهي عنه ، بل العمل ذو الرياء ليس بعمل على الحقيقة ، لأنه لم يقصد به وجه الله تعالى . وأصحابنا المتكلمون يقولون : ينبغي أن يعمل المكلف الواجب لأنه واجب ، ويجتنب القبيح لأنه قبيح ، ولا يفعل الطاعة ويترك المعصية رغبة في الثواب ، وخوفا من العقاب ؛ فإن ذلك يخرج عمله من أن يكون طريقا إلى الثواب ؛ وشبهوه بالاعتذار في الشيء ؛ فإن من يعتذر إليك من ذنب خوفا أن تعاقبه على ذلك الذنب ، لا ندما على القبيح الذي سبق منه ، لا يكون عذره مقبولا ، ولا ذنبه عندك مغفورا . وهذا مقام جليل لا يصل إليه إلا الأفراد من ألوف الألوف .

وقد جاء في الاثار من النهي عن الرياء والسمعة كثير ، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' يؤتى في يوم القيامة بالرجل قد عمل أعمال الخير كالجبال - أو قال : كجبال تهامة - وله خطيئة واحدة ، فيقال : إنما عملتها ليقال عنك ، فقد قيل ؛ وذاك ثوابك وهذه خطيئتك ، أدخلوه بها إلى جهنم ' .

وقال عليه السلام : ' ليست الصلاة قيامك وقعودك ، إنما الصلاة إخلاصك ، وأن تريد بها الله وحده ' .

وقال حبيب الفارسي : لو أن الله تعالى أقامني يوم القيامة وقال : هل تعده سجدة سجدت ليس للشيطان فيها نصيب لم أقدر على ذلك .

Страница 194