Шарх Нахдж аль-Балага
شرح نهج البلاغة
Исследователь
محمد عبد الكريم النمري
Издатель
دار الكتب العلمية
Номер издания
الأولى
Год публикации
1418 AH
Место издания
بيروت
أبا خراشة أما كنت ذا نفر
فإن قومي لم تأكلهم الضبع
بالفتح ، ونذكر الآن فنقول : قال لي إمام من أئمة اللغة في زماننا : هو الفخار ، بكسر الفاء قال : وهذا مما يغلط فيه الخاصة فيفتحونها ، وهو غير جائز ، لأنه مصدر فاخر ، وفاعل يجيء مصدره على فعال بالكسر لا غير ، نحو قاتلت قتالا ، ونازلت نزالا ، وخاصمت خصاما ، وكافحت كفاحا ، وصارعت صراعا ، وعندي أنه لا يبعد أن تكون الكلمة مفتوحة الفاء ، وتكون مصدر فخر لا مصدر فاخر ، فقد جاء مصدر الثلاثي ، إذا كان عينه أو لامه حرف حلق على فعال بالفتح ، نحو سمح سماحا ، وذهب ذهابا ، اللهم إلا أن ينقل ذلك عن شيخ أو كتاب موثوق به نقلا صريحا ، فتزول الشبهة ، والعصم : جمع عصمة ، وهو مايعتصم به ، والمنار : الأعلام ، واحدها منارة ، بفتح الميم ، والمثاقيل جمع مثقال ، وهو مقدار وزن الشيء ، تقول : مثقال حبة ، ومثقال قيراط ، ومثقال دينار وليس كما تظنه العامة أنه اسم للدينار خاصة ، فقوله : مثاقيل الفضل ، أي زنات الفضل ، وهذا من باب الاستعارة ، وقوله : تكون إزاء لفضلهم ، أي مقابلة له ، ومكافأة بالهمز ، من كافأته أي جازيته ، وكفاء ، بالهمز والمد ، أي نظيرا ، وخوي النجم ، أي سقط ، وطينة الكرم ، أصله زوسلالة المجد فرعه ، والوسيل : جمع وسيلة وهو ما يتقبرب به ، ولو قال : وسبيلا إلى جنائه لكان حسنا ، وإنما قصد الإغراب ن على أنا قد قرأناه كذلك في بعض النسخ ، وقوله : ومكافا ’ لعملهم إن أراد أن يجعله قرينه لفضلهم ، كان مستقبحا عند من يريد البديع ، لأن الأولى ساكنة الأوسط ، والأخرى متحركة الأوسط ، وأما من لا يقصد البديع كلاكلام القديم فليس بمستقبح . وإن لم يرد أن يجعلها قرينة بل جعلها من حشو السجعة الثانية ، وجعل القرينة وأصلهم فهو جائز ، إلا أن السجعة الثانية تطول جدا ، ولو قال عوض لعلمهم لفعلهم لكان حسنا . | قال الرضي رحمه الله : | فإني كنت في عنفوان السن ، وغصاصة الغصن ، ابتدأت تألببيف كتاب في خصائص الأئمة عليهم السلام ، يشتمل على محاسن أخبارهم ، وجواهر كلامهم ، حداني عليه غرض ذكرته في صدر الكتاب ، وجعلنه أمام الكلام وفلرغت من الخصائص التي تيخص أمير المؤمنين عليا ، صلوات الله عليه ، وعافت عن إتمام بقية الكتاب محاجزات الأيام ومماطلات الزمان ، وكنت قد بوبت ما خرج من ذلك أبوابا ، وفصلته فصولا ، فجاء في آخرها فصل يتضمن محاسن ما نقل عنه عليه السلام ، من الكلام القصير ، في المواعظ والحكم والأمثال والآداب دون الخطب الطويلة ، والكتب المبسوطة ، فاستحسن جماعة من الأصدقاء ما اشتمل عليه الفصل المقدم ذكره ، معجبين ببدائعه ، ومتعجبين من نواصعه ، وسألوني عند ذلك أن أبدأ بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام أمير المؤمنين عليه السلام في جميع فنونه ، ومتشعبات غصونه ، من خطب وكتب ، ومواعظ وأدب ، علما أن ذلك يتضمن من عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة ، وجواهر العربية ، وثواقب الكلم الدينية والدينياوية ، ما لا يوجد مجتمعا في كلام ولا جموع الأطراف في كتاب ، إذ كان أمير المؤمنين عليه السلام مشسرع الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة ومولدها ، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها ، وعنه اخذت قوانينيها ، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سبق وقصروا ، وتقدم وتأخروا ، لأن كلامه عليه السلام الذي عليه مسحة من العلم الألهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي . | الشرح : عنفوان السن : أولها ، ومحاجزات الأيام : ممانعاتها ، ومماطلات الزمان : مدافعاته ، وفوله : معجبين ثم قال : ومتعجبين ومعجبين من قولك . أعجب فلان برأيه وبنفسه فهو معجب بهما ، والاسم العجب بالضم ، ولا يكون ذلك إلا في المستحسن ، ومتعجبين من قولك : تعجبت من كذا ، والاسم العجب ، وقد يكون في الشيء يستحسنم ويستقبح ويتهمول منه ويستغرب ، ومراده هنا التهول والاستغراب ، ومن ذلك قول أبي تمام :
أبدت أنني إذ رأتني مخلس القصب
وآل ما كان من عجب إلى عجب
يريدأنها كانت معجبة به أيام الشبيبة لحسنة ، فلما شاب القلب ذلك العجب نعجبا ، إما استقباحا له أو تهولا منه واستغرابا . وفي بعض الروايات : معجبين ببدائعه ، أي أنهم يعجبون غيرهم والنواصع : الخالصة ، ثواقب الكلم : مضيئاتها ، ومنه الشهاب الثاقب ، وحذا كل قائل : اقتفى واتبع وقوله : مسحة يقولون : على فلان مسحة من جمال ، مثل قولك : شيء ، وكأنه ها هنا يريد ضوءا وصقالا ، وقوله : عبقة أي رائحة ، ولو قال عوض العلم الإلهي ، الكتاب الإلهي لكان أحسن . | قال الرضي رحمه الله : | فأجابتهم إلى الابتداء بذلك ، عالما بما فيه من عظيم النفع ، ومنشور الذكر ، ومذخور الآخر ن واعتمدت به أن أبين من عظيم قدر أمير المؤمنين عليه السلام يفي هذه الفضيلة ، مضافة إلى المحاسن الدثرة ، والفضائل الجمة ، وأنه تفرد ببلوغ غايتها عن جميع السلف الأولين ، الذين إنما يؤثر عنهم منها القليل النادر ، والشاذ الشارد ، فأما كلامه عليه السلام فهو البحر الذي لا يساجل ، والجم الذي لا يحافل ، وأردت أن يسوع لي التمثل في الافتخار به صلوات الله عليه بقول الفرزدق : |
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
الشرح : المحاسن الدثرة ، الكثيرة ، مال دثر ، أي كثير ، والجمة مثله . ويؤثر عنهم ، أي يحكى وينقل ، قلته أثر ، أي حاكيا ، ولا بساحل ، أي لا يكاثر ، أصله من النزع بالسجل ، وهو الدلو الملئ ، قال :
Страница 35