Шарх Нахдж аль-Балага

Ибн Аби-ль-Хадид d. 656 AH
141

Шарх Нахдж аль-Балага

شرح نهج البلاغة

Исследователь

محمد عبد الكريم النمري

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

1418 AH

Место издания

بيروت

قال الواقدي : وقد روي أن شعاره عليه السلام كان في ذلك اليوم ' حم لا ينصرون . اللهم انصرنا على القوم الناكثين ' ثم تحاجز الفريقان ، والقتل فاش فيهما ، إلا أنه في أهل البصرة أكثر ، وأمارات النصر لائحة لعسكر الكوفة ، ثم تواقفوا في اليوم الثالث ، فبرز أول الناس عبد الله بن الزبير ، ودعا إلى المبارزة ، فبرز إليه الأشتر ، فقالت عائشة : من برز إلى عبد الله ؟ قالوا : الأشتر ، فقالت : واثكل أسماء ! فضرب كل منهما صاحبه فجرحه ، ثم اعتنقا ، فصرع الأشتر عبد الله ، وقعد على صدره ، واختلط الفريقان : هؤلاء لينقذوا عبد الله ، وهؤلاء ليعينوا الأشتر . وكان الأشتر طاويا ثلاثة أيام لم يطعم - وهذه عادته في الحرب - وكان أيضا شيخا عالي السن ، فجعل عبد الله ينادي : اقتلوني ومالكا فلو قال : اقتلوني والأشتر ، لقتلوهما ، إلا أن أكثر من كان يمر بهما لا يعرفهما ؛ لكثرة من وقع في المعركة صرعى بعضهم فوق بعض ، وأفلت ابن الزبير من تحته ولم يكد ، فذلك قول الأشتر :

أعائش لولا أني كنت طاويا . . . ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا

غداة ينادي والرجال تحوزه . . . بأضعف صوت : اقتلوني ومالكا

فلم يعرفوه إذ دعاهم وغمه . . . خدب عليه في العجاجة باركا

فنجاه مني أكله وشبابه . . . وأني شيخ لم أكن متماسكا

وروى أبو مخنف عن الأصبغ بن نباتة ، قال : دخل عمار بن ياسر ومالك بن الحارث الأشتر على عائشة بعد انقضاء أمر الجمل ، فقالت عائشة : يا عمار ، من معك ؟ قال : الأشتر . فقالت : يا مالك ، أنت الذي صنعت بابن أختي ما صنعت ؟ قال : نعم ، ولولا أني كنت طاويا ثلاثة أيام لأرحت أمة محمد منه ، فقالت : أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ' لا يحل دم مسلم إلا بأحد أمور ثلاثة : كفر بعد إيمان ، أو زنا بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير حق ' ! فقال الأشتر : على بعض هذه الثلاثة قاتلناه يا أم المؤمنين ، وايم الله ما خانني سيفي قبلها ، ولقد أقسمت ألا يصحبني بعدها ، قال أبو مخنف : ففي ذلك يقول الأشتر من جملة هذا الشعر الذي ذكرناه :

وقالت على أي الخصال صرعته . . . بقتل أتى ، أم ردة لا أبالكا !

أم المحصن الزاني الذي حل قتله . . . فقلت لها لا بد من بعض ذلكا

قال أبو مخنف : وانتهى الحارث بن زهير الأزدي من أصحاب علي عليه السلام إلى الجمل ، ورجل آخذ بخطامه ، لا يدنو منه أحد إلا قتله ، فلما رآه الحارث بن زهير مشى إليه بالسيف وارتجز ، فقال لعائشة :

يا أمنا أعق أم نعلم . . . والأم تغذو ولدها وترحم

أما ترين كم شجاع يكلم ! . . . وتختلى هامته والمعصم !

فاختلف هو والرجل ضربتين ، فكلاهما أثخن صاحبه .

قال جندب بن عبد الله الأزدي : فجئت حتى وقفت عليهما وهما يفحصان بأرجلهما حتى ماتا . قال : فأتيت عائشة بعد ذلك أسلم عليها بالمدينة ، فقالت : من أنت ؟ قلت : رجل من أهل الكوفة ، قالت : هل شهدتنا يوم البصرة ؟ قلت : نعم ، قالت : مع أي الفريقين ؟ قلت : مع علي ، قالت : هل سمعت مقالة الذي قال :

Страница 161