Шарх Нахдж аль-Балага

Ибн Аби-ль-Хадид d. 656 AH
129

Шарх Нахдж аль-Балага

شرح نهج البلاغة

Исследователь

محمد عبد الكريم النمري

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

1418 AH

Место издания

بيروت

وقوله : عض على ناجذك ، قالوا : إن العاض على نواجذه ينبو السيف عن دماغه ، لأن عظام الرأس تشتد وتصلب ؛ وقد جاء في كلامه عليه السلام هذا مشروحا في موضع آخر ، وهو قوله : وعضوا على النواجذ فإنه أنبى للصوارم عن الهام ، ويحتمل أن يريد به شدة الحنق ، قالوا : فلان يحرق علي الأرم ، يريدون شدة الغيظ ، والحرق : صريف الأسنان وصوتها ، والأرم : الأضراس .

وقوله : أعر الله جمجمتك ، معناه ابذلها في طاعة الله . ويمكن أن يقال : إن ذلك إشعار له أنه لا يقتل في تلك الحرب ، لأن العارية مردودة ، ولو قال له : بع الله جمجمتك ، لكان ذلك إشعارا له بالشهادة فيها .

وأخذ يزيد بن المهلب هذه اللفظة فخطب أصحابه بواسط ، فقال : إني قد أسمع قول الرعاع : جاء مسلمة ، وجاء العباس ، وجاء أهل الشام ، ومن أهل الشام ! والله ما هم إلا تسعة أسياف ، سبعة منها معي ، واثنان علي ، وأما مسلمة فجرادة صفراء ، وأما العباس فنسطوس ابن نسطوس ، أتاكم في برابرة وصقالبة وجرامقة وجراجمة وأقباط وأنباط وأخلاط ، إنما أقبل إليكم الفلاحون وأوباش كأشلاء اللحم . والله ما لقوا قط كحديدكم وعديدكم ، أعيروني سواعدكم ساعة تصفقون بها خراطيمهم ، فإنما هي غدوة أو روحة ، حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الظالمين .

من صفات الشجاع قولهم : فلان مغامر ، وفلان غشمشم ، أي لا يبصر ما بين يديه في الحرب ، وذلك لشدة تقحمه وركوبه المهلكة ، وقلة نظره في العاقبة ، وهذا هو معنى قوله عليه السلام لمحمد : غض بصرك .

وحشي يقتل حمزة

وكان حمزة بن عبد المطلب مغامرا غشمشما لا يبصر أمامه ، قال جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف لعبده وحشي يوم أحد : ويلك ! إن عليا قتل عمي طعيمة سيد البطحاء يوم بدر ، فإن قتلته اليوم فأنت حر ، وإن قتلت محمدا فأنت حر ، وإن قتلت حمزة فأنت حر ، فلا أحد يعدل عمي إلا هؤلاء . فقال : أما محمد فإن أصحابه دونه ، ولن يسلموه ، ولا أراني أصل إليه ، وأما علي فرجل مرس ، كثير الالتفات في الحرب لا أستطيع قتله ، ولكن سأقتل لك حمزة ، فإنه رجل لا يبصر أمامه في الحرب ، فوقف لحمزة حتى إذا حاذاه زرقه بالحربة كما تزرق الحبشة بحرابها ، فقتله .

من أخبار محمد بن الحنفية

دفع أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل رايته إلى محمد ابنه عليهما السلام ، وقد استوت الصفوف ، وقال له : احمل ، فتوقف قليلا ، فقال له : احمل ، فقال يا أمير المؤمنين ، أما ترى السهام كأنها شآبيب المطر ! فدفع في صدره ، فقال : أدركك عرق من أمك ، ثم أخذ الراية فهزها ، ثم قال :

Страница 149