شرح مسند الدارمي

Марзук аз-Захрани d. 1450 AH
52

شرح مسند الدارمي

شرح مسند الدارمي

Издатель

بدون

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Жанры

الصلاة قال ﷺ: «واتوها تمشون وعليكم السكينة» (^١)، وفي رواية «لا تقوموا حتى تروني، وعليكم السكينة» (^٢)، والمراد الزموا التأني والوقار، والرزانة والهدوء، لما في ذلك من الثبات وصلاح العمل، وهي من أهم ما يمتلكه المسلم في المواقف الجليلة والصعبة، ومن ذلك مقابلة العدو، وقد امتن الله بها على المؤمنين يوم حنين، فقال: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ﴾ وأثنى الله على عباده المؤمنين لما اتصفوا بالسكينة والوقار فقال: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ (^٣)، والمراد بالرفق، والسكينة والوقار. قوله: «والفرقان وصلا» الفرقان هو القرآن، وصلا أي موصولا بالأديان السابقة فإنها حق منزل من عند الله ﷿ فوصل في القرآن ذكر الأنبياء وأن دعوتهم واحدة ومنهجهم واحد، الإخلاص لله ﷿ في العبادة، ولذلك ورد فيه أن كل نبي قال لقومه: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (^٤)، وقال عيسى ﵇: ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ﴾ (^٥)، وقال تعالى عن إبراهيم ﵇: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ

(^١) البخاري حديث (٨٦٦). (^٢) البخاري حديث (٨٦٧). (^٣) الآية (٦٣) من سورة الفرقان. (^٤) الآية (٥٩) من سورة الأعراف. (^٥) الآية (١١٧) من سورة المائدة.

1 / 53