(صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام) أتى بالصلاة عليه؛ لخبر يعمل به في فضائل الأعمال، وهو: "كل كلام لا يبدأ فيه بذكر الله، ثم بالصلاة علي .. فهو أقطع".
ولخبر: "من صلى علي في كتاب .. لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام اسمي في ذلك الكتاب".
وجمع بين الصلاة والسلام خروجًا من كراهة إفراد أحدهما عن الآخر -أي: لفظًا لا خطًا كما في "التحفة"- للأمر بهما في الآية.
لكن قال الصبان: (إذا صلى في مجلس وسلم في آخر .. أتى بالمطلوب، وهو الاختيار عندي وفاقًا للحافظ ابن حجر وغيره) اهـ.
و(الصلاة) هنا:
من الله رحمة مقرونة بالتعظيم.
ومن الملائكة استغفار؛ أي: طلب المغفرة ولو بغير لفظها كما في الحديث.
ومن غيرهم دعاء.
والأخصر من الله رحمة، ومن غيره دعاء؛ إذ صلاة الملائكة دعاء -كما مر- كصلاة الآدميين، ولفظها مختص بالأنبياء والملائكة، فلا يقال لغيرهم إلا تبعًا.
و(السلام) هو: التسليم بمعنى التحية، أو: السلامة من الآفات المنافية لغايات الكمال.
و(آله): مؤمنو بني هاشم وبني المطلب، وفي مقام الدعاء: كل مؤمن؛ لأن آل الرجل أتباعه.
و(صحبه): اسم جمع لصاحب بمعنى: الصحابي، وهو: من لقي النبي ﷺ بعد البعثة يقظة في حياته لقاء متعارفًا -أي: ببدنه في عالم الدنيا- مؤمنًا، ومات على ذلك، وإن لم يره لنحو عمى، وإن لم يميز ولم يشعر كل منهما بالآخر.
فخرج بـ (بعد البعثة): ورقة بن نوفل، وإن آمن به بعد خديجة -كما أوضحته في
1 / 51