Шарх Мишкат
شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)
Редактор
د. عبد الحميد هنداوي
Издатель
مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م
Место издания
الرياض
Жанры
من رأسه حتى تخرج من أذنيه. فإذا غسل رجليه، خرجت الخطايا من رجليه، حتى تخرج من [تحت] أظفار رجليه. ثم كان مشيه إلي المسجد وصلاته نافلة له». رواه مالك والنسائي. [٢٩٧].
٢٩٨ - وعن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ أتى المقبرة فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا». قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: «أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد». فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: «أرأيت لو أن رجلًا
ــ
الحديث الخامس عن أبي هريرة: قوله: «المقبرة»: (مح) بضم الباء، وفتحها، وكسرها، ثلاث لغات، والكسر قليلة، والدار منصوب بالاختصاص أو [النداء]؛ لأنه مضاف، والمراد بالدار علي الوجهين الجماعة والأهل. ويحتمل علي الأول المنزل. والاستثناء بقوله: «إن شاء الله» - مع أن الموت لا شك فيه- للعلماء فيه أقوال، والأظهر أنه وارد علي التبرك كما في قوله تعالي: ﴿لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين﴾. وقال الخطابي وغيره: إن ذلك من عادة من يحسن الكلام به، وقال أيضًا: في الحديث أن السلام علي الأموات والأحياء سواء في تقديم السلام علي (عليكم). والثالث أن الاستثناء عائد إلي اللحوق بالمكان المتبرك؛ لأنه مشكوك فيه. و«وددت» تمنى رؤيتهم في الحياة، وقيل: بعد الموت. «وأنتم أصحابي» ليس نفيًا لأخوتهم، ولكن ذكره مزية لهم بالصحبة علي الأخوة، فهم إخوة وصحابة، واللاحقون إخوة فحسب، قال تعالي: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾.
أقول: ولعل الظاهر أن يحمل علي اللاحقين بعد حياته صلوات الله عليه. فإن قلت: فأي اتصال لهذه الودادة بذكر أصحاب القبور؟ قلت: عند تصور السابقين يتصور اللاحقون، أو كوشف له صلوات الله عليه عالم الأرواح [فشاهد الأرواح] المجندة السابقين منهم واللاحقين. وسؤالهم بقولهم: «كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك؟» أي في المحشر، مبني
3 / 754