الكاظم عليهما السلام - وقد سأله أبو حنيفة (1) وهو صبي، فقال:
المعصية ممن؟ - فقال الكاظم عليه السلام: المعصية إما من العبد أو من ربه أو منهما. فإن كانت من الله تعالى فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله. وإن كانت المعصية منهما فهو شريكه، والقوي أولى بإنصاف عبده الضعيف. وإن كانت المعصية من العبد وحده فعليه وقع الأمر والنهي، وإليه توجه المدح والذم، وهو أحق بالثواب والعقاب، ووجب له الجنة أو النار. فقال أبو حنيفة:
ذرية بعضها من بعض (2).
<div>____________________
<div class="explanation"> (1) النعمان بن ثابت إمام الحنيفة المتوفى سنة 150.
كلام الكاظم عليه السلام في أن المعصية ممن؟
(2) اعترض عليه ابن تيمية بأن هذه الحكاية لم يذكر لها إسناد فلا تعرف صحتها، كيف والكذب عليها ظاهر، فإن أبا حنيفة من المقرين بالقدر باتفاق أهل المعرفة به وبمذهبه، فكيف يحكى عن أبي حنيفة أنه استصوب قول من يقول أن الله لم يخلق أفعال العباد؟ وأيضا: فموسى بن جعفر وسائر علماء أهل البيت متفقون على إثبات القدر والنقل عنهم بذلك ظاهر معروف، وقدماء الشيعة كانوا متفقين على إثبات القدر والصفات، وإنما شاع فيهم رد القدر من حين اتصلوا بالمعتزلة في دولة بني بويه. وأيضا: فهذا الكلام المحكي عن موسى بن جعفر يقوله أصاغر القدرية وصبيانهم، وهو معروف من حين حدثت القدرية، قبل أن يولد موسى بن جعفر، فإن موسى بن جعفر ولد بالمدينة سنة ثمان أو تسع)</div>
Страница 93