وحيث حصلت للمسلمين هذه البلية، وجب على كل أحد النظر في الحق واعتماد الإنصاف، وأن يقر الحق مقره ولا يظلم مستحقه فقد قال الله تعالى (ألا لعنة الله على الظالمين) (1).
<div>____________________
<div class="explanation"> وأي شئ أبلغ في الدلالة على الطلب من قبول البيعة ممن بايع والإباء عن البيعة للغير؟
نعم، لقد طلب الأمر لنفسه، وتحقق له، ببيعة أولئك الأقلين وقبول بيعتهم، وإلا لخرج وبايع أبا بكر. وهب أنه كان معذورا بانشغاله بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم بجمع القرآن في الأيام الأولى، فلا أقل من أن يأمر أهله وذويه بالمبادرة إلى البيعة! وهلا بايع بعد الفراغ مما كان يشغله؟ وهلا أمر حليلته بضعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يراها موشكة على اللحوق بأبيها - وهو يعلم بأن: " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية "؟
كلا لم يفعل شيئا من ذلك، فلا هو بايع، ولا هي، ولا أحد من بني هاشم والذين كانوا معهم من غيرهم، مدة حياة الصديقة الطاهرة بعد النبي، وهي ستة أشهر، في رواية القوم (1).
إلى غير ذلك من الشواهد العقيلة والنقلية على صدق كلام العلامة طاب ثراه، وأن القول بأن أمير المؤمنين عليه السلام لم يطلب الأمر لنفسه كذب عليه.
(1) سورة هود: 18.)</div>
Страница 76