<div>____________________
<div class="explanation"> مسلمة: " أنه كان عند عمر معدا لكشف الأمور المعضلة في البلاد، وهو كان رسوله في الكشف عن سعد بن أبي وقاص حين بنى القصر بالكوفة. قال: وقال ابن المبارك في الزهد... بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص اتخذ قصرا وجعل عليه بابا وقال: انقطع الصوت، فأرسل محمد بن مسلمة - وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه - فقال له: إئت سعدا فأحرق عليه بابه، فقدم الكوفة، فلما وصل إلى الباب أخرج زنده فاستورى نارا ثم أحرق الباب، فأخبر سعد فخرج إليه فذكر القصة " (1).
ومن هذا الخبر تظهر أمور منها: إن سعدا كان يحب العيش في القصور أينما كان، وأين هذا من الزهد؟
وثالثا: إنه لا يقاس عمر بن سعد بمحمد بن أبي بكر، ولا فعله بفعله، كما لا يقاس عثمان بسيدنا الحسين سيد شباب أهل الجنة وسبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. أما محمد بن أبي بكر فقد ورد في حقه ما لم يرد في حق عمر بن سعد عشر معشاره، وقد اشترك - إن ثبت - مع الصحابة وسائر المسلمين في النهي عن المنكر، لا طلبا للدنيا بل عن علم واعتقاد بأنه جهاد في سبيل الله، بخلاف عمر بن سعد، فإن صريح أشعاره - التي لم ينكرها ابن تيمية ولا غيره - " علمه بأن في قتل الحسين النار " وأنه اختار ذلك بعد أن خير بينه وبين الرئاسة وملك الري...
وأيضا: فإن محمد بن أبي بكر كان قد أمر عثمان بقتله مع أصحابه في كتاب أرسله إلى عامله، في قصة مشهورة، وعمر بن سعد لم يكن بالنسبة إليه - ولا إلى غيره - شئ من الحسين عليه السلام.</div>
Страница 69