شئ يراه فإنه يرى فيه الحق فيدوم فرحه بدوام مطالعته لوجه الحق، ويجب أن يكون لين الجناب (1) متواضعا للخلق بحيث يكون نظره إليهم على سواء في ذلك، لأنه لا ينظر إلى ما سوى الله من حيث إنه هو حتى يكون هناك تفاوت بين الهويات بل إنما ينظر إلى الكل من حيث تساوى نسبتهم إلى الله تعالى ويجد جماع (2) الفضائل النفسانية عند اقتصاصها موجودة فيه ظاهرة بينة العلة، واليك الاعتبار والله الموفق.
الفصل الخامس في بيان احكام أخرى للنفوس الكاملة والإشارة إلى أسبابها وفيه بحثان:
البحث الأول (3) في التمكن من الاخبار عن المغيبات وسببه واجب عليك أيها الأخ إذا ذكر ان خليفة من خلفاء الله أو وليا من أوليائه أخبر عن أمر سيكون مبشرا به أو منذرا مما لا تفي بدركه قوتك وأنت أنت قاصاب ان لا تبادر إلى التكذيب بأمثال (4) ذلك فإنك عند اعتبارك مذاهب الطبيعة تجد إلى ذلك سبيلا وله محملا ونحن نشير إلى سببه مجملا ومفصلا.
اما الأول فلان معرفة الأمور الغيبية في النوم ممكنة فوجب أن يكون في اليقظة كذلك، بيان الأول ان الانسان كثيرا ما يرى في النوم شيئا ثم يقع اما صريح تلك الرؤيا أو تعبيرها، وذلك يوضح ما قلناه للرائي، ومن لا يرزق ذلك في حال النوم علمه بالتواتر من الخلق العظيم.
Страница 43