44

شرح مسائل الجاهلية

شرح مسائل الجاهلية

Издатель

دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض

Номер издания

الطبعة الأولى ١٤٢١هـ

Год публикации

٢٠٠٥م

Жанры

ولو كان فاسقًا، ما لم يصل إلى الكفر، كما قال ﷺ: "اسمعوا وأطيعوا، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم عليه من الله برهان" ١، فما دامت معاصيه دون الكفر، فإنه يُسمع له ويطاع، وفسقه على نفسه، لكن ولايته وطاعته لمصلحة المسلمين. ولهذا لما قيل لبعض الأئمة: إن فلانًا فاسق لكنه قوي، وإن فلانًا صالح لكنه ضعيف، أيهما يصلح للولاية؟ قال: الفاسق القوي؛ لأن فسقه على نفسه، وقوته للمسلمين. أما هذا الصالح فإن صلاحه لنفسه وضعفه يضر المسلمين. فيُسمع له ويطاع وإن كان فاسقًا في نفسه، بل وإن جار وإن ظلم، يقول رسول الله ﷺ: "أطع وإن أخذ مالك وضرب ظهرك" ٢؛ لأن في طاعته مصلحة أرجح من المفسدة التي هو عليها، ولأن مفسدة الخروج عليه أعظم من مفسدة البقاء على طاعته وهو عاص؛ لأن في الخروج عليه سفكًا للدماء وإخلالًا بالأمن وتفريقًا للكلمة. وماذا حصل للذين خرجوا على الأمراء وولاة الأمور

١ أخرجه البخاري رقم ٧٠٥٦، ومسلم رقم ١٧٠٩/٤٢. ٢ أخرجه مسلم رقم ١٨٤٧.

1 / 49