87

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Исследователь

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Издатель

مؤسسة الرسالة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

العيس: البيض من الجمال، الواحد أعيس، والمها: بقر الوحش، والولي: المطر الذي يتلو أول أمطار السنة، وذلك المطر يسمى الوسمي، ويولي: يتابع فيه الولي، فاستعار الأسم له معه، وأشار به إلى تتابعه، والجيد: العنق، والعقد: معروف، والأحداج: ضرب من الهوادج، إلا أنها لا تقبب، واحدها: حدج، والتفاوح: التساجل في الفوح، والغانيات: الشواب من النساء، الواحدة غانية، والرند: شجر طيب الريح، ويقال إنه الآس. فيقول: تولى الله بأكرم ولايته عيسا فارقتنا بمن نحبه، ورحلت عنا بمن نوده، وفوق تلك العيس من أحبتها مها تفوت المها بحسنها، وتزيد عليها بفتور لحظها، وكلها للتأسف على مفارقتنا، والتألم لمباعدتنا، يولي خده بدمعه، ويبعثه على مواصلة البكاء، تمكن وجده. ثم قال، مشيرا إلى الموضع الذي رحل عنه أحبته: بواد ناله ألم تلك الفرقة، واستيحاش تلك الرحلة، كالذي نال قلوبنا، وأوجع نفوسنا، فكأنه وقد رحل عنه، واستقلت ظغائنهم منه، جيد تناثرت جواهر عقده، وتقطعت جوامع حليه، فتعوض بالعطل من ذلك الحلي، وبالوحشة من ذلك الحسن. ثم قال: إذا سارت الأحداج بين أشجار غياضه، وارتحلت بين زهرات رياضه، تفاوح مسك الغانيات وريح الرند وأشباهه من ذلك النبات. وحَالٍ كإحْدَاهُنَّ رُمْتُ بُلُوغَهَا ... ومِنْ دُونِها غَوْلُ الطَّريق وبُعْدُهُ وأَتْعَبُ خَلْقِ اللَّهِ مَنْ زَادَ هَمُّهُ ... وقَصَّرَ عَمَّا تشْتَهي النَّفْسُ وُجْدُهُ الغول والاغتيال: إذهاب الشيء في غير مهملة، والهم والهمة: بمعنى واحد، والوجد: السعة في المال. فيقول: ورب حال تشبه من وصفه من أحبته في بعد تناولها، وتعذرها على محاولها، أعمل في بلوغها نفسه، واستنفذ في إدراكها جهده، ومن دون ما طلب

1 / 87