80

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Исследователь

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Издатель

مؤسسة الرسالة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

تدبير من يعمه بهيبته، ويضبطه بحسن سياسته، وليس بعد أقطار ملكه، يمنعه من أن يشتمل جميعها بحزمه. ثم قال: فإذا هبت الرياح النكب في هذه البلاد، مع اضطراب هبوبها، وشدة اختلاف سيرها، سبق إلى النفوس أن ضبطه يحصرها، وما يحيط به من الاستقامة يسددها، فتحله من الضبط والحزامة ما لا يمكن. يشير بذلك إلى إنه قد بلغ فيهما غاية ما يمكن، ومثل هذا التجوز متعاهد في لسان العرب؛ فهم إذا أرادوا أن يدلوا على المرأة قد بلغت غاية الحسن، سموها بالشمس، وإذا أرادوا أن الرجل قد بلغ غاية الجود، سموه بالبحر، فيجعلون الكذب شاهدا على الصدق، والمحال إشارة إلى الحق. ثم قال على نحو ما قدمه: ويسبق إلى النفوس أن كافورا مع ما هو عليه من قوة الملك، وشدة الحزم، لا يخرج في أعماله شيء عن حكمه، ولا يتصرف إلا على حسب أمره، وأن الشمس إذا سامتت تلك الأعمال أدركها ذلك الحكم، وأحاط بها ذلك الحزم، فتجري في الشروق والغروب على ذلك. وهذا وإن كان محالا في نفسه، كذبا في حقيقته، فإنما يتجوز بعلم أهل اللسان المراد فيه، وأن المفهوم منه: أن الممدوح كافورا يبلغ في الضبط أبعد غايته، ويستوفي فيه أقصى نهايته، هذا مفهوم ما قصده، وحقيقة مراده فيما نظمه. يُصَرَّفُ الأَمْرَ فيها طِيْنُ خاتَمِهِ ... وَلَوْ تَطَلَّسَ مِنهُ كُلُّ مَكْتُوبِ يَحُطُّ كُلَّ طويلِ الرُّمحِ حامِلُهُ ... عَنْ سَرْجِ كُلَّ طويل البَاعِ يَعْبُوبِ كَأَنَّ كُلَّ سُؤالٍ في مَسَامِعِهِ ... قَمِيْصُ يُوسُفَ في أَجْفَانِ يَعْقُوبِ التطليس: إفساد الخط، ويحط: ينزل، واليعبوب: الفرس الطويل السريع، وأجفان العيون: ما يحيط بالمقل. فيقول: إن كافورا يصرف الأمر في البلد التي تقدم ذكره لها، تصريف مالك لا

1 / 80