وَالشَيبُ يَنهَضُ في الشَّبابِ كَأَنَّهُ ... لَيلٌ يَصيحُ بِجانِبَيهِ نَهارُ
فإنّ الصياح هنا لا مناسبة له، ولا معنى.
سأل رجل عمرو بن قيس عن الحصاة يجدها الرجل في ثوبه أو خفِّه من حصى المسجد، قال: ارمِ بها، فقال الرجل: زعموا أنها تصيح حتى تعود إلى المسجد، قال: دعها تصيح حتى ينشف حلقها، قال الرجل: سبحان الله! أوَلها حلق! قال: فمن أين تصيح؟ ومثل هذا ما حكاه أشعب الطمّاع، قال: جاءت لي جارية بدينار، فقالت: أودعه لي عندك، فقلت: دعيه تحت المُصلى، فلما راحت وضعتُ إلى جانبه درهما، فلمَّا كان بعد جمعة جاءت إليّ تطلبه، فقلت: هو مكانه، ولكن إنْ كان ولد شيئا فخذيه، فنظرت إلى الدرهم، فقالت: نعم، فقلت: ما دام تحت المصلى فهو يلد لك في كل جمعة درهما، فلما انصرفتْ أخذتُهُ، وحضرتْ بعد جمعة فطلبته، فلم تجده، فقلتُ: مات في النفاس، فقالت: ويلي، وكيف يموت، فقلتُ: يا بظراء كيف تُصدقين بحمله، ولا تصدقين بموته في النفاس.
قال الشريف العقيلي (١): (من الخفيف)
كُلَّما لاحَ وَجهُهُ بِمَكانِ ... كَثُرَت زَحمَةُ العُيونِ عَلَيهِ
وقال (٢): (من المتقارب)
فَلَمّا تَبَدّى لَنا وَجهُهُ ... نَهَبنا مَحاسِنَهُ بِالعُيون
والركبُ مِيلٌ على الأكوارِ من طَرِبٍ ... صاحٍ وآخرَ من خمر الهوى ثَمِلِ
اللغة: الركب: تقدم الكلام عليه، ميل: جمع أميل، وهو الذي لا يستوي على السرج، قال جرير (٣): (من البسيط)
لَم يَركَبوا الخَيلَ إِلّا بَعدَما هَرِموا ... فَهُم ثِقالٌ عَلى أَكتافِها ميلُ
/* (٤) والأكوار: جمع كور، وهو القتب، والطرب: خفة تلحق الإنسان. ... [٣١ أ]
قال الشاعر (٥): (من الرمل)
وَتَراِني طَرِبًا في إِثرِهِم ... طَرَبَ الواِلهِ أَو كالمُختَبل
_________
(١) الشريف العقيلي؟ - ٤٥٠ هـ /؟ - ١٠٥٨ م
علي بن الحسين بن حيدرة بن محمد بن عبد الله بن محمد العقيلي. ينتهي نسبه إلى علي بن أبي طالب (وقيل أنه ينسب إلى عقيل بن أبي طالب). شاعر هاشمي زار القاهرة وجزيرة الفسطاط وأقام بها أيام الفاطميين وفي شعره أرجوزة طويلة ناقض فيها ابن المعتز في أرجوزته التي ذم فيها الصبوح ومدح الغبوق. ديوانه، (م).
(٢) ديوانه، (م).
(٣) ديوانه، ص ٣٤٩
(٤) * من هنا بدأ العود إلى المخطوطة أ.
(٥) للنابغة الجعدي، ديوانه / (م).
1 / 53