قال في بغية الآمال: افعنلل لا يكون متعديا أبدا، لأنه نظير انفعلت، ألا ترى أن فيه نونا وهمزة، كما أنهما في انفعلت نحو: ارنشق وابرنسق بالشين والسين، والأوضح أن يقال في عدم تعديه: إنه لا يتعدى، لأنه لا يكون إلا مطاوع المتعدي إلى واحد.
ومن ذلك اخرنطم، أي غضب، واتعنجج أي سال، واسحنكك الليل اشتدت ظلمته، واسحنكك الشيء اشتد سواده، واسحنكك الكلام عليه تعذر، وافرندع عن الشيء تقبض عنه بالدال المهملة وبالذال المعجمة، واسلنطح طال وعرض، واسلنطحت الأرض اتسعت، وكذا اسلنطح الوادي، واسلنطح وقع على وجهه، واستحنفر مضى الطريق استقام، واسحنفر المرض كثر، واستحنفر البلد اتسع، واسحنفر الرجل حذق، واحرنجم النعم اجتمع في موضع واحد، حرجمته فاحرنجم، وهو كأمثاله مطاوع الرباعي المجرد، ومعنى حرنجم: جمع ورد بعضا على بعض، أنشد الفراء:
الدار أقوت بعد محرنجم
من معرب فيها ومن معجم
وقال أبو زيد: احرنجم الرجل فهو محرنجم، يريد الأمر ثم يكذب فيرجع.
قال صاحب التحقيق: فكأنه والله أعلم يجمع أمره على شيء، ثم يرد نفسه عن ذلك، وزعم الضرير أن ابن الناظم انفرد بكون احرنجم افعنلل، ويرده أنه يسبقه إليه سيبويه وأبو علي وغيرهما، وزعم أنه افعنلم بزيادة الميم من حرج إلى كذا أي انضم، ويرده أنه لم يثبت افعنلم، وموافقة الكلمة لا يلزم منه أن تكون أصلا كسبط من سبطر، والراء ليست من حروف الزيادة، وكذا منجنيق على الأصح، لا يدل على زيادة ميمه جنقونا ولق لق فإنه رباعي أخذ منه في النسب ما تحدى الهمزة الآخرة، مع أن زيادة الميم في غير الأول قليل.
Страница 181