قال الجار بردى: وليس المعنى صيرته فاسقا، وقال شيخ الإسلام: لا يكون بمعنى صيرته فاسقا إلا بتجوز إلا أن أجيب بأن المراد بالجعل والتصيير ما يشمل الجعل بالقول، أي قلت له: يا فاسق ونسبته إلى الفسق كما مر، والجعل بالاعتقاد أي اعتقدته فاسقا، والجعل بالفعل، ولا يجاب بالتجوز المذكور، لأن الكلام في التحقق لها في التجوز.
ومن معاني فعل بالتضعيف: النسبة أي نسبت المفعول إلى أصل الفعل نحو: فسقته أي نسبته إلى الفسق، صرح به السعد، وكذا الجار بردى قال: معناه قلت له: يا فاسق، أو نسبته إلى الفسق، وجعله اللقاني للتعدية جوازا، قال: أي جعلته فاسقا، والجعل إما بالقول، وإما الاعتقاد، وإما بالفعل، وكذا جعله ابن الحاجب في الشافية، قال: ومنه فسقته.
قال الجار بردى: إنما فصله لأنه مخالف لفرحته في أنه لم يصيره فاعلا للفعل المشتق هو منه، وإنما جعله منسوبا إليه، وعبر الناظم في التسهيل عن الجعل والنسبة، بجعل الشيء بمعنى ما صيغ منه.
قال بعض: ومن معاني فعل بالتضعيف: التسمية كفسقه سماه فاسقا أ. ه.
ومن معانيه: الصيرورة كعجزت المرأة صارت عجوزا، ومن معانيه معنى تفعل مع الاغناء عن تفعل كعجزت المرأة أي تعجزت، ومن دخل ظفار حمر أي تكلم بالحميرية، وجربت الشيء إذ لم يسمع تفعل من ذلك بتلك المعاني، أو مع عدم الاغناء: كفكرت وتفكرت، وبين الشيء وتبينه، ومعنى عجزت بهذا المعنى ادعت العجز أو العجوزية، أو فعلت فعل ذلك أو تشبهت بذلك.
ومن معاني فعل بالتضعيف: اختصار الحكاية فيصاغ من مركب: كسوف أي قال: سوف، وهلل إذا قال: لا إله إلا الله، وأمن إذا قال: آمين، وأيه إذا قال: إيه يا رجل أو أيها الرجل، وكبر إذا كن بمعنى قال: الله أكبر، وسبح إذا كان بمعنى قال: سبحان الله، وحمد إذا كان بمعنى قال: الحمد لله.
Страница 164