ويجاب أنهما قالا ما ذكر حيث لا قرينة، وجملة واحدة، وآية واحدة قرينة على عدم التمهل والتكرار، وقد صرح الزمخشري بنفسه في هذا قوله تعالى: (لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) بأن نزل هاهنا بمعنى أنزل لا غير كخبر وأخبر وإلا كان متدافعا أي لأن نزل لو أبقى على التمهل والتكرار نافي جملة واحدة، وصرح في (كهعيص) في (ما تنزل إلا بأمر ربك) بأن التنزيل على معنينالنزول على على مهل، ومعنى النزول على الإطلاق وقال فيه نزل يكون بمعنى أنزل وبمعنى التدريج والنقل بالتضعيف سماعي في القاصر كفرحته والمتعدي لواحد كفهمته المسألة، ولم يسمع في المتعدي لا ثنين، ولا يقاس وهو ظاهر شيبويه.
قال في المعنى: وزعم الحريري أنه يجوز عي علم المتعدية إلة اثنين أن تنقل بالتضعيف إلى ثلاثة، ولا يشهد له سماع ولا قيلس، وقيل قياس في القاصر المتعدي إلى واحد، ومن معاني فعل بالتضعيف التكثير نحو: (ومزقناهم) ، (وقطعناهم) ، (وقطعت البواب) زفتحت أبوابها كذا قال الشراح.
قلت: التكثير إما في الفعل بأن يفيد أن الفعل كثير في نفسه من قطع النظر عن كثرة الفاعل وقلته: كجولت وطرفت أي أكثرت الجولان والطواف، وإما في الفاعل بأن يفيد أن الفاعل من حيث تعلق الفعل به كثير في نفسه، ويلزمه كثرة الفعل المتعلق كموتت الإبل أي كثر موتها، وإما في مفعول بإن يفيد أن الفعل الذي وقع عليه الفعل كثير في نفسه، ويلزمه كثرة الفعل الواقع لا كثرة الفاعل نحو: (غلقت الأبواب).
وأما مزقناهم وقطعناهم فالأظهر أنهما من الأول، ولو احتمل الثالث، وأما موتت الشاة بالرف فليس من تكثير الفعل، ولا من تكثير المفعول لأنه لا مفعول، وأما غلق زيد الباب، وقطع الثوب فمن الأول لا من غيره، لأن الثوب واحد، والباب واحد، والمقطع بكسر الطاء واحد، كما يدل له ما في شرح المفصل، وبينه الجاربردي، ولخصله شيخ الإسلام.
قلت إن قال: الباب والثوب إن خففت على الأصل إلا أن يكون التكثير في الفعل ولا عكس.
Страница 162