Шарх Китаб ат-Таухид мин Сахих аль-Бухари - Аль-Гунайман

Абдулла бин Мухаммад Аль-Гунаиман d. Unknown
87

Шарх Китаб ат-Таухид мин Сахих аль-Бухари - Аль-Гунайман

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

Издатель

مكتبة الدار

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٠٥ هـ

Место издания

المدينة المنورة

Жанры

وكثير منهم يزعم أنه ما جاء التصريح بالحق في آية واحدة تكون هي المحكمة التي رد إليها جميع المتشابه، والله-تعالى- ذكر أنه أنزل في كتابه آيات محكمات، ترد إليها المتشابهات، ولم يذكر أن جميع كتابه متشابه، فبطل ما يقولون. وقد اعترف الرازي- في كتابه "الأربعين" (١) - وهو من أكبر خصوم أهل السنة- أن جميع الكتب السماوية جاءت بصفات الله –تعالى- ولم ينص الله-تعالى- في آية واحدة على أنه منزه عن الوصف بالرحمة والحلم والحكمة، وما أشبه ذلك. والأمر ظاهر وإن لم يعترف به، وهذه الكتب السماوية موجودة. وهبك تقول: هذا الصبح ليل ... أيعمى العالمون عن الضياء" (٢) قلت: دعوى المجاز في اسمه –تعالى- "الرحمن" وغيره من الأسماء الحسنى، من أبطل الدعاوى؛ لأن ذلك يتضمن إنكار حقيقة صفة الرحمة، وهو أعظم من إنكار الكفار لاسمه تعالى "الرحمن"، كما ذكر الله –تعالى- عنهم ذلك، قال –تعالى-: ﴿كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾ (٣) . وقال –تعالى-: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ﴾ (٤) . فهؤلاء الذين كفروا بالرحمن، وأنكروه، لم يكفروا بذاته-تعالى- وربوبيته، ولم ينكروا ما يدعيه المؤولة أن معنى اسمه الرحمن هو الإحسان والإنعام إلى خلقه،

(١) كتاب "الأربعين في أصول الدين في علم الكلام". (٢) " إيثار الحق على الخلق"، بتلخيص وتصرف (ص١٢٩-١٣٩) . (٣) الآية ٣٠ من سورة الرعد. (٤) الآية ٦٠ من سورة الفرقان.

1 / 89