50

شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ

شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ

Исследователь

محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

Издатель

طبع على نفقة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٩هـ

Жанры

هذا أمر محكمَ بيَّن لا يقدر أحد أن يغير معناه. وما ذكرتَه لي أيها المشرك من القرآن أو كلام النبي ﷺ لا أعرف معناه. ــ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ وعمدت إلى المتشابه وهو أن الشفاعة حق وتركت المحكم وهو ﴿فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ (وما ذكرته لك) وجاوبه بما ذكره المصنف (من أن المشركين يقرون بالربوبية) لم ينازعوا فيها. وتبيَّن له أن الداعي عبد القادر مثلًا يدَّعي أنه ذو مكانة وأنت مُقرٌّ بالربوبية والمشركون الأولون مقرون بالربوبية ولا نفعهم (وأن الله كفرهم بتعلقهم على الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم ﴿هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ ١ِ ومع قولهم ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ ٢ِ ما زادوا على هذا. (هذا أمر محكمَ بيَّن لا يقدر أحد أن يغير معناه) كون الذين في قلوبهم زيغ يحتجون بالمتشابه ويعدلون عن المحكم، وكون المشركين الأولين ما ادَّعَوا فيهم الربوبية وإنزال المطر، وأنهم ما كانوا مشركين كفاراَ إلا بتعلُقهم عليهم رجاء شفاعتهم وتقريبهم إلى الله زلفى. هذان أمران محكمان: الأول: احتجاجهم بالمتشابه. والثاني: أن المشركين مقرون بالربوبية –كما تقدم- وأن الله كفرهم بتعلقهم على الملائكة ونحوهم؛ كونهم ما طلبوا إلا الشفاعة

١ سورة يونس، الآية: ١٨. ٢ سورة الزمر، الآية: ٣.

1 / 55