350

Шарх Галена к книге Гиппократа, названной Эфидимия

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Жанры

وقل ما يجتمع مع صغر الرقبة عظم الصدر ومتى اتفق ذلك فواجب فيمن اجتمع ذلك فيه أن تكون الحرارة في قلبه كثيرة. ولذلك تكون رئته عظيمة ويكون صدره إذ كان للرئة بمنزلة الحصن عظيما فيجب من ذلك أن يكون سعة الصدر مع صغر الرقبة من أصح الدلائل على حرارة القلب بالطبع. وذلك أنه يجب متى كانت الرقبة عظيمة أن يكون الصدر عظيما لعظم الفقار الذي فيه الذي مبني تركيبه عليه فمتى كان الفقار صغارا لم نجد أن يكون الصدر معه عظيما دون أن يكون في ذلك البدن سبب آخر أوجب تزيده في العظم. وليس يوجد لذلك سبب سوى حرارة القلب فيكون الصدر الواسع في ذلك البدن من أصح الدلائل على حرارة القلب وقد اتفق الناس على أن القلب متى كان بهذه الحال كان صاحبه قوي الغضب فبالواجب صار القص العظيم مع صغر الرقبة يوجب أن يكون صاحبها غضوبا.

وبين أن أبقراط دل على سعة الصدر بأسره من سعة أبين جزء منه وهو «القص». ولو كان قال «الرقبة الدقيقة» أو «الصغيرة» لكان هذا التفسير موافقا مطابقا لا محالة لكلامه ولما قال «قصيرة» فقد يحتاج إلى زيادة تستدل بها على حال الرقبة في مقدار دورها. فإن فهمنا عنه من قوله «قصيرة» أي صغيرة كان جميع ما قلنا واقعا على ما ينبغي فإن لم تتابعنا على أن نفهم قوله «قصيرة» على هذا المعنى لم تجد تفسيرا يوافق هذا القول. فانزل الأمر على أن قوله «رقبة قصيرة» إنما أراد به صغيرة لينفذ القول إلى ما بعده ولذلك تكون سعة الصدر دليلا صحيحا على المزاج الحار.

Страница 790