والمعنى في كلامه هذا كله بين فأما الأعضاء التي ذكرها فيه فمنها «العصب» ومنها «الأوتار» وقد ينبغي أن يتبين ما الفرق بينهما. فأقول إن أبقراط يقول بعد قليل في الزوج السادس من العصب المنحدر من الدماغ: «إن عصبتين تنحدران من الدماغ إلى جانب عظم الفقرة العظمى» فيشبه أن يكون يعني بالعصب ما ينبت من الدماغ والنخاع ويعني بالأوتار ما ينبت من العضل.
وأما آخر هذا الكلام فيكتب على ضربين وذلك أن في بعض النسخ «وإما بأنواع أخر من الميل» وفي بعضها «وإما بأنواع أخر» فقط. والمعنى في كل واحد من النسختين بين: إن النسخة الأولى تدل على أصناف الاستفراغ التي تكون في وقت دون وقت ومن موضع دون موضع وأما النسخة الثانية فتدل على أصناف الاستفراغ فقط.
[chapter 25]
قال أبقراط: والصالح منه ما كان من المرض إلى أسفل مثل الدوالي وثقل القطن.
قال جالينوس: من عادة أبقراط إذا قال «خروج صالح» أن يعني به المحمود الجيد الذي ينتفع به والخروج الذي هو كذلك هو الذي يكون «من أسفل». وأضاف إلى هذه مثالين يدل بهما على الخروج الذي يكون من أسفل أحدهما اسم مرض وهو قوله «الدوالي» والآخر اسم موضع واسم عرض فأما الموضع «فالقطن» وأما العرض «فالثقل» العارض فيه.
Страница 144