211

Шарх Галена к книге Гиппократа, названной Эфидимия

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Жанры

فينبغي أن يجعل التفسير على الوجهين جميعا ونبدأ أولا بالنسخة التي فيها «قصير التنفس». فأقول إن أصحاب السرسام وأصحاب الذبحة وهم الذين «لا يشربون إلا بكد» إذا تغير نفسهم فصار إلى القصر كان ذلك علامة محمودة وذلك أن أصحاب اختلاط العقل يتنفسون نفسا متفاوتا وقد وصف ذلك أبقراط في كتاب تقدمة المعرفة. وأصحاب الذبحة لضيق مواضع الحلق والحنجرة لا يقدرون أن يستنشقوا بسرعة من الهواء بمقدار ما يحتاجون إليه فإذا لم يقدروا على ذلك كان استنشاقهم له في مدة أطول. وإذا كان ذلك كذلك وجب أن يكون القول بأنه يعرض لهم طول التنفس صحيحا وإذا كان هذا واجبا أن يكون من نفس المرضى فواجب أن يتوهم أن انتقاله إلى الضد علامة محمودة. وضد طول النفس هو قصر النفس أعني أن يكون النفس في مدة قصيرة من الزمان وذلك يدل على أن مواضع الحلق والحنجرة قد عادت إلى حالها الطبيعية وليس يعرض فيها من الضيق بسبب الورم ما كان يعرض. ومن بردت منه أيضا أعضاء التنفس ولذلك يتنفس نفسا صغيرا متفاوتا فقصر النفس فيه أيضا علامة محمودة وسبب محمود. وذلك أنه إذا فهم قصر النفس على قصر زمان سكون آلات التنفس لا على زمان فعلها فقد يبين لك قبح الكلام الغامض أنه مذهب اللغز من هذا أيضا وهو أن الذين فسروا هذا الكلام يعمدون إلى صنف واحد بعينه من أصناف التنفس الرديء فينسبونه إلى نعوت متضادة. من ذلك أن التنفس يكون فيمن قد بردت منه نواحي القلب متفاوتا صغيرا فيجوز بسبب تفاوته أن يسمى صاحبه «طويل التنفس» وبسبب صغره أن يسمى «قصير التنفس».

وأنا راجع إلى ما كنت فيه فأقول إن المريض الذي قد وصفت حاله إذا صار إلى حال لا يكون بين النفس والنفس منه مدة طويلة يسمى بحسب هذا «قصير التنفس». ويصير تواتر تنفسه كما قلت علامة محمودة فيه وسببا محمودا لأن الحرارة الغريزية تنمي وتشتعل إذا روحت ترويحا متواترا فإنه كما أن الحرارة الغريزية إن كانت ملتهبة فمن شأن دخول هواء التنفس أن يبرد كذلك إذا كانت قد بردت فمن شأن دخول ذلك الهواء أن يشعلها وينميها بترويحه لها فعلى هذا الوجه تفسير النسخة التي فيها «قصير التنفس» إذا فهمنا أنه يعني أن قصر النفس علامة أو سبب لبرد صاحب قلة الشرب.

Страница 502