Шарх Ихкак аль-Хакк
شرح إحقاق الحق
Исследователь
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
الحرارة من التأثير، ومن أنكر هذا فلينكر (1) كون النار بردا وسلاما على إبراهيم " إنتهى كلامه " أقول: وحاصل ما ذكره في جل (2) هذا الفصل يرجع إلى التشكيك في البديهي أو جعل النزاع لفظيا كما حققناه سابقا، ولنفصل الكلام في تزييف ما نسجه من المقدمات لئلا يظن بنا ظان أن اكتفاءنا بالاجمال للعجز عن إيضاح المقال، فنقول أولا: لا نسلم أن جميع السوفسطائية ذهبوا إلى نفي حقائق الأشياء فإن أفضل السوفسطائية وهم اللا أدرية (3) على ما في المواقف، قائلون: بالتوقف في بطلان الحسيات لا بنفي حقائق الموجودات، وهم اللذون نسبوا إليهم جواز انقلاب الأواني في الدار أناسا فضلاء، وشبهوا مقالة الأشاعرة بمقالتهم، فما ذكره في بيان الفرق من أن السوفسطائية ذهبوا إلى نفي حقائق الأشياء ليس على إطلاقه نعم ذلك النفي منسوب إلى طائفة أخرى منهم يسمون بالعنادية، (4) ولا يلزم من <div>____________________
<div class="explanation"> (1) وأنت خبير لو جوز تخلف الآثار عن مؤثراتها لم يبق حجر على حجر ولا محال عقلي، والالتزام بذلك مما لا يلتزم به.
(2) جل كل شئ بالضم: معظمه.
(3) هم قوم ينكرون العلم بثبوت شئ وبلا ثبوته ويزعمون أنه شاك، وشاك في أنه شاك وهلم جرا، هكذا أفاد الجرجاني في رسالة الحدود انتهى. وسيأتي منا أن اللاأدرية فرقة من السوفسطائية في مقابل العنادية بالمعنى الأخص المذكور في الكلام وعلم آداب البحث والمناظرة. ثم قد عد من رؤساء اللاأدرية حارث البلخي حتى ينقل عنه أنه قال حين موته: ما تيقنت بشئ ولا شككت فيه، وألزمه بعض الحاضرين بجزمه بعدم يقينه وعدم شكه اللذين هما من الكيفيات النفسانية.
(4) العنادية لها إطلاقات في علوم الكلام والميزان والمناظرة.
ففي المنطق، هي قضية يكون التنافي فيها لذاتي الجزئين مع قطع النظر عن الواقع، كما بين الفرد والزوج، والحجر والشجر.
وفي الكلام يطلق على فرقة من السوفسطائية وهم الذون أذعنوا بحقيقة الشئ البديهي قلبا وأنكروها ظاهرا في مقام العناد واللجاج.
وفي علم المناظرة وآداب البحث، تطلق تارة ويراد منها المعنى المذكور، وأخرى المعنى الأعم أي يطلق على كل معاند ولجوج في الأمور، سواء كان المورد من الأمور الضرورية أو النظرية والخصم شاكا أو متيقنا، وأنت إذا أحطت خبرا بما تلونا عليك دريت أن اللا أدرية تقابل المعنى الكلامي وأحد معيني المناظري فلا تغفل.</div>
Страница 114