ولعل المصدرين الوحيدين اللذين التقى فيهما المصنف مع المرزوقي هما أبو علي الفارسي والبرقي، فأما الأول فقد كان أستاذا للمرزوقي، قرأ عليه كتاب سيبويه وتتلمذ له، ولذا نراه يذكر سماعه عنه في جملة من المواضع في شرحه. أما المصنف فإن صلته بصاحب الإيضاح كانت عن طريق أبي الحسين ابن أخت أبي علي الفارسي أخذ عنه كتاب خاله "الإيضاح" وشرحه للناس، وأخذ الناس الإيضاح عن المصنف من هذا الطريق. وقد أفاد المصنف من أبي علي الفارسي في بعض مواضع من شرحه. أما البرقي فقد أفاد منه الرجلان، غير أن البرقي -وكما سيتضح لنا في موضع ترجمته من هذا البحث- غير معروف في المصادر التي وقفنا عليها.
والمصنف كثيرا ما يورد عدة روايات للبيت الواحد، وهذا يدل على أنه قد وقف على نسخ مختلفة لمتن الحماسة أو روايات الشروح التي أفاد منها، والمرزوقي نفسه يشير في أكثر من موضع إلى أنه وقف على نسخ مختلفة لديوان الحماسة، غير أنني حين وازنت بين ما يناقشه المرزوقي من روايات وما يعرضه المصنف منها في شرحه وجدت أنه لا بد أن تكون مصادر الشيخين مختلفة في هذا الجانب، وربما كان مرد ذلك إلى تلك الشروح التي ذكرت أن المصنف أفاد منها، ولم يقف عليها المرزوقي.
وبجانب ما ذكرنا من اختلاف في المنهج وعناصر الشرح وتفسير الشعر والأسلوب والمصادر هناك اختلاف في الأبواب، وعدد القطع الشعرية، وترتيبها وعدد
2 / 20