158

Шарх Хадис Муктафа

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

Исследователь

جمال عزون

Издатель

مكتبة العمرين العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

Место издания

الشارقة/ الإمارات

نَفسه على صور مُخْتَلفَة من جُمْلَتهَا صورته الَّتِي هِيَ صورته لتَكون صورته المباينة لصورة الْآدَمِيّين آيَة لَهُ فِي صدق مَا ادَّعَاهُ أَنه مُرْسل بِالْوَحْي إِلَى النَّبِي ﷺ، وَيكون مَا عدا هَذِه الصُّورَة الَّتِي هِيَ صورته تقريرا عِنْده لإتيانه إِلَيْهِ فِي صور مُخْتَلفَة حَتَّى كَانَ أَكثر مَا كَانَ يرَاهُ فِي صُورَة دحْيَة الْكَلْبِيّ، وَفِيمَا تَأَول عبد الله بن مَسْعُود وَعَائِشَة فِي قَوْله: ﴿ثمَّ دنا فَتَدَلَّى﴾ بَيَان أَن جِبْرِيل ﵇ ترَاءى للنَّبِي ﷺ بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فِي صورته الَّتِي عَلَيْهَا خلق، وَأَن نظر النَّبِي ﷺ إِلَيْهِ حِين دنا مِنْهُ متدليا حَتَّى كَانَ قرب الْمجْلس مِنْهُ قاب قوسين أَو أدنى، وَأَنه لم يلاقه فِي هَذِه الْحَالة بل جلس منتبذا عَنهُ على سَبِيل التَّعْظِيم لَهُ، كالجالس منا إِلَى سُلْطَانه وَملكه مباينا لَهُ متباعدا عَنهُ، فَفعل جِبْرِيل ذَلِك بِهِ ﷺ مُعظما لَهُ، ثمَّ عرفه حَقِيقَة مَا كَانَ ناجاه بِهِ، فتقرر بِهَذَا عِنْد رَسُول الله ﷺ أَنه ملك وَهُوَ رَسُول الله أَتَاهُ بِالْوَحْي من قبل الله، وَلم يكن التدلي والدنو فِي أول ترائيه لَهُ بل كَانَ ذَلِك بعد الأول ليَكُون التَّعْرِيف على تدريج، إِذْ فِي الْمُنَاجَاة كَونه غير مَأْمُون من دهشة تلْحقهُ فَجرى الْأَمر فِيهِ على الْمَعْقُول من الْأَمر الْجَمِيل. وَأما غط جِبْرِيل لَهُ ﷺ أغير مرّة وَقَوله لَهُ: اقْرَأ، فَيَقُول: مَا أَنا بقارئ، فَيحْتَمل أَن يكون مِنْهُ على وَجه التَّقْرِير لَهُ لما كَانَ عَلَيْهِ من الأمية، فقرره بذلك ثمَّ أقرأه كَمَا قرر الله مُوسَى ﵇ بالعصا حِين

1 / 200