Шарх Фусул Абукрат
شرح فصول أبقراط
Жанры
بسم الله الرحمن * والرحيم (1) .
* قال (2) أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي صادق حرس الله أيامه. * بعد (3) حمد الله بجميع محامده والثناء عليه بما هو له أهل، والصلاة على * أنبيائه أجمعين (4) . إن العناية التي تحث الخلق على اقتناء باب من أبواب العلوم من أشرف الفضائل الإنسانية، سيما ما كان الناس كافة أمس حاجة إليه من غيره كالعلم الطب. فإن من البين عند الكافة أن العافية رأس النعم التي أنعم بها على الإنسان وأولاها وأجلها قدرا. ولذلك فليس تتهنأ مملكة لملك ولا ثروة لمثرئ مع فقدان الصحة التي هي الغاية المطلوبة بهذا العلم. إذ هي أشرف غاية يتمناها الإنسان في هذا العالم. ثم ينضاف إلى شرف هذه الغاية شرف الموضوع الذي هو البدن الإنساني، إذ هو أشرف موجودات هذا العالم. وتقترن بشرف الموضوع هذا العلم وشرف كماله وثاقة البراهين المستعملة فيه. فإن قوانين الطب * أجمع (5) برهانية. وليس يستعمل فيها الحدس والتقريب الصناعي إلا في بعض الجزيئات التي تخرج إلى الفعل. وإذا كانت الصناعات والعلوم تتفاضل بحسب شرف الموضوع وفضيلة الكمال ووثاقة البراهين المستعملة فيها، * ثم (6) كان لهذا العلم أعظم الرتب من ثلاثتها، فبالحري أن يكون له القسط الأوفر من الشرف والفضيلة. وقد كان كل من المتقدمين والمتأخرين ممن تكلموا في الطب رأوا أن يدونوا لمن بعدهم جملا وجوامع من أصوله، إلا أن كتاب الفصول * لأبقراط (7) أفضلها كلها لأنه من أوجز الكتب المصنفة في هذا الباب، وأكثرها حصرا. الفصول، * وهي دساتير وقوانين (8) في أبوابها، وهو أحد الكتب التي لا بد لمن * يريد (9) * الإلمام (10) بهذه الصناعات أن يحفظه، إذ كان كل فصل منه يتضمن أصلا من الأصول يشبه أن لا يكون قد صدر عن صاحبه إلا بتأييد سماوي وتوفيق الهي. ولقد يخس من الفضيلة نصيب من * زرى (11) به * قائلا (12) بأنه مختلط عادم للنظام. فإن مثل هذا الكلام ليس هو من محل أحد من المتأخرين أن ينطق به. وحقا أقول إن * أبقراط (13) قد ألهم بجمعه، وسدد لتأليفه حتى لم يسقط له من فصوله كلمة ولا زلت له فيها قدم. وقد سبق جالينوس * تفسير (14) هذا الكتاب تفسيرا تاما في معناه. ونحن غرضنا أن نستثمر ما قاله ونضيف إليه ما أغفله مما قد استفدناه منه في مواضع * آخر (15) . فأقول إن غرض * أبقراط (16) بهذا الكتاب هو أن يجمع فيه فقر أصول الطب، وأن يستثمر به ما قد جمعه في كتبه الآخر. وهذا ظاهر لمن تأمل فصوله. فإنها تنتظم جملا وجوامع من كتابه في تقدمة المعرفة وكتاب PageVW5P002A الأهوية والبلدان وكتاب الأمراض الحادة ونكتا وعيونا من كتابه المعنون بابيذيميا وفصولا من كتابه في أوجاع النساء وغير ذلك من سائر كتبه الآخر. * والمعرفة بهذا الباب على هذا الوجه جد نافع. أما للمتعلمين، فبأن يأنسوا بها فيدعوهم ذلك إلى الاستكثار من هذا العلم. وأما للمستكملين، فبأن تكون عندهم جملا وجوامع ما مضى لهم في جملة الصناعة، فتكون تذكرة لهؤلاء وتبصرة لألئك. وأما سائر الأبواب الأخر التي تقدم أمام كل تفسير، فلسنا نحتاج نطول الكتاب بذكرها، إذ ليس لها هاهنا وجه. (17)
المقالة * الأولى (18)
وهذه المقالة تشتمل على ثلاثة وعشرين فصلا. * ومنها (19) فصل في مفتتح الكتاب، وفصل في قوانين * كلية (20) , وأحد عشر فصلا في تدبير أغذية المرضى، وأربعة فصول في أغذية الأصحاء، وستة فصول * في (21) الاستفراغ. * وقد كنت هممت أن أرتب فصول هذا الكتاب فأجمع بين الفصول التي تنتظم معنى واحدا وهي متقاربة المعاني وأجعلها في سبع مقالات أخر ثم رأيت أن ترتيب فصول كل مقالة على الانفراد أولى. ثم اقتصرت على ترتيب فصول هذه المقالة الواحدة ليمتثلها من أرادها في المقالات الأخر وهذه المقالة. (22)
1
[aphorism]
قال بقراط: العمر قصير والصناعة طويلة والوقت ضيق * والتجربة خطر والقضاء عسر (23) . وقد ينبغي لك أن لا تقتصر على توخي فعل ما ينبغي دون أن يكون ما يفعله المريض ومن يحضره كذلك، ولا سيما التي من خارج.
[commentary]
التفسير: يمكن أن يحمل معاني هذه الكلمات في هذا الفصل على وجه أعم وأكثر كلية. ويمكن PageVW0P001A أن يحمل على وجه أخص بصناعة الطب. وذلك هو غرض أبقراط، * لأنه (24) إذا حمل على الوجه الكلي، فقد صار محمولا على الجزئي أيضا. وحمله على الوجه الكلي هو أن عمر * الانسان (25) * قصير (26) لأن عمر الإنسان منقطع في نفسه، * وهو مدة بقاء النفس مع الجسم يوجد، قصير (27) بالإضافة إلى سائر الصنائع * النظرية (28) . والعلوم والصنائع النظرية مارة إلى غير التناهي. ومن البين أن المتناهي لا * يساوق (29) غير المتناهي ولا * يساعد (30) في الامتداد معه. وإذا كان الأمر كذلك، فبالحري أن تكون مدة العمر قصيرة بالإضافة إلى * حميع العلوم (31) والصنائع النظرية، * والعلوم والصنائع النظرية (32) طويلة. وأيضا، من البين أن مدة عمر الواحد لا تفي باستنباط قوانين شتى من الصنائع النظرية أجمع، إلا أن يحصل ما استنبطه * ممن (33) تقدم، ثم يضيف إليه ما يحصله من عنده. فإذا العمر قصير بالإضافة إلى جميع العلوم PageVW0P001B والصنائع النظرية والعلوم طويلة. PageVW5P002B وأما ضيق الوقت، فعنى به وقت * التعليم (34) ، فإنه يسير ضيق. وذلك أن الإنسان ممنو طول مدة بقائه بأمور اضطرارية * وغير اضرارية (35) تحول بينه وبين * التعليم (36) ، فيضيق وقت * التعليم (37) لذلك.
[commentary]
Неизвестная страница