Шарх Фусул Абукрат
شرح فصول أبقراط للكيلاني
Жанры
قال * أبقراط (155) : أصعب ما يكون احتمال الطعام * على البدن في الصيف والخريف وأسهل ما يكون احتمال الطعام (156) عليه في الشتاء ثم بعده في * الربيع. (157)
[commentary]
واعلم أن الفصول الأربعة عند المنجمين هي أزمنة انتقالات الشمس في * الربع (158) ربع من فلك البروج مبدأه من النطفة الربيعية. وأما عند الأطباء فإن الربيع هو الزمان الذي لا يحوج في البلاد المعتدلة إلى دفاء يعتديه ويكون فيه ابتداء زمان الإزهار والإثمار، ويكون الخريف هو المقابل له لأنه زمان تغير اللون من الورق في الأشجار وابتداء سقوطها. وما سواهما شتاء وصيف، والصيف هو جميع الزمان الحار والشتاء PageVW1P016A هو جميع الزمان البارد. فالشتاء PageVW0P024B هو مقابل للصيف. يقول الحكيم أبقراط: احتمال الطعام في الصيف والخريف صعب عسر لأن الحرارة الغريزية في حر الصيف تميل إلى خارج البدن وتنتشر في سطحه الظاهر للجذب والمجانسة فيبرد الباطن وتضعف القوى الطبيعية، فلا يكون حال الهضم والاستمراء على ما ينبغي فلا يحتمل فيهما الغذاء الكثير. ويكون في * الشتاء (159) والربيع الذي يتلوه على العكس لأن الحرارة التي هي آلة للأفعال الطبيعية تنهزم من البرد وتجمع في الباطن وتشد الأعضاء وتقوي القوى لعدم التحليل. فيكون استمراء الغذاء فيهما جيدا ويكون احتمال الطعام على الأبدان سهلا. ولكن يناقض هذا الحكم ما قاله الشيخ في كلياته، إنه ينبغي أن يتناول في الشتاء من الأشياء الحارة بالفعل وفي الصيف من الأشياء الباردة بالفعل لأنه لو كان الباطن في الشتاء حارا * بالفعل (160) وأكل الشيء الحار بالفعل، فلا * بد أن (161) يلتهب الباطن ويسخن سخونة قوية نارية. ولو أكل في الصيف الذي يكون فيه الأحشاء والجوف باردا بالفعل * الأشياء (162) PageVW0P025A الباردة بالفعل فربما برد الباطن وانطفأت الحرارة من قوة البرد.
21
[aphorism]
قال أبقراط * رحمه الله (163) : الأجواف في الشتاء والربيع أسخن ما يكون بالطبع والنوم فيهما أطول ما يكون، فينبغي أن يكون في هذين الوقتين ما يتناول من الأغذية أكثر، وذلك لأن الحرارة الغريزية في الأبدان في هذين الوقتين كثيرة بالطبع والكسب، ولذلك يحتاجون إلى غذاء كثير، والدليل على ذلك أمر الأسنان * والصريعين. (164)
[commentary]
ولما كانت الحرارة الغريزية آلة للطبيعة بدفع ضرر البارد * الوارد (165) بالمضادة والحرارة الغريبة العارضين للبدن بتحريكها الروح إلى دفعها وإنما يدفع ضرر البارد بالمضادة ويحمي الرطوبات الغريزية عن أن يستولي عليها البرد فيجهدها وعن الحرارة الغريبة لئلا يعفنها لأن الحرارة الغريزية إذا كانت قوية تمكنت الطبيعة بتوسطها من التصرف في الرطوبات على سبيل النضج والهضم وحفظها على الصلاح فلم تعفن وأقبل على استمراء الغذاء ودفع الفضلات PageVW0P025B لأنها آلة للقوى كلها. فأما إذا كانت الحرارة الغريزية ضعيفة خلت الطبيعة عن الرطوبات لضعف الآلة المتوسطة بينها وبين الرطوبات فاستولت عليها الحرارة الغريبة وحركتها حركة غريبة فحدثت العفونة وبسبب ضعفها لا تقدر الطبيعة على هضم الغذاء ودفع الفضلات * ولأن (166) الحرارة وهي المدبرة تقوى جدا في الشتاء بما تسلم من التحلل وتجتمع جميع القوى الطبيعية تفعل فعلها بجودة. ولهذا قيل قلما يعرض للأبدان الصحيحة مرض في الشتاء، وإن برد الشتاء يجمع الحرارة الغريزية في البدن ويمنعها من التحلل والانتشار والانفشاش بسبب تكاثف المسام وانسدادها. ولما جعل الدستور في الأشتهاء وهضم الغذاء هذه الحرارة. وقال في الأسنان: من كان أوفر حارا غريزيا فهو أقل احتمالا للصوم وأحوج إلى الطعام، فقال في فصول السنة إن احتمال الطعام في الشتاء والربيع أيسر وأسهل، فبين في هذا الفصل PageVW1P017A كمية ذاك. فقال: الأجواف PageVW0P026A في الشتاء والربيع أسخن ما تكون بالطبع لأن الحرارة المحيية فيهما تجمع وتغوص في الباطن وتصير كامنة في الأجواف وتقوى في الاستمراء وتوليد الدم ودفع الفضول فتزداد شهوة الطعام. وإنما أدخل الربيع في حكم الشتاء لأن أوائل الربيع قريب منه ومما يعين على اكتساب الحرارة الغريزية طول النوم في ليالي الشتاء لميلها في حالة النوم إلى الباطن وإجمام القوى وإقبال الطبيعة إلى هضم الغذاء ونضج الفضول. وأما في الصيف وأواخر الخريف تبرز الحرارة الغريزية المحيية إلى الظاهر وتنفش وتتحلل وتضعف الأفعال الطبيعية. وإنما قال: والدليل على ذلك * أمر الأسنان (167) والصريعين، أي على أن الحرارة الغريزية سبب على هضم الغذاء أمر * الأسنان (168) ، فإن من كان منهم أوفر حرارة بالطبع كالشبان والذين في سن النمو يكون أحوج إلى الغذاء وأقل احتمالا للجوع، وكذلك الصريعين الذين يكسبون الحرارة بالرياضة ويحتاجون باستيفاء الغذاء الكثير. PageVW0P026B
22
[aphorism]
Неизвестная страница