104

Шарх Фусул Абукрат

شرح فصول أبقراط للكيلاني

207

[aphorism]

* قال أبقراط الحكيم (1513) : أصحاب الوسواس ا لسوداوي وأصحاب * السرسام (1514) إذا حدث بهم البواسير كان دليلا محمودا * فيهم (1515) .

[commentary]

أصحاب الوسواس السوداوي هم اللذين يعتريهم المالنخوليا، وهو تغير الظنون والفكر عن المجرى الطبيعي، وحدوثه يكون إما * لامتلاء (1516) البدن كله * من (1517) المرة السوداء وترقي بخاراتها إلى الدماغ. وإما * لامتلاء (1518) الدماغ وحده منها. وإما * لاجتماع (1519) خلط سوداوي في المعدة أو في المساريقا أو في الطحال فترتقي * منها (1520) البخارات السوداوية إلى الدماغ. وأصحاب السرسام وهم الذين يعتريهم ورم في الدماغ إما من الدم وإما من الصفراء وإما من البلغم وإما من السوداء. وقال بعض المتقدمين إن نفس الدماغ لا يتورم ولكن الورم في السرسام إنما يكون في سطح باطن الرأس لأن الورم * عبارة (1521) عن تمدد العضو وازدياده في الحجم والدماغ * لرخاوته (1522) PageVW0P147A وكثرة رطوبته لا يتمدد، وكذلك العضو اليابس مثل العظم، * فإنه (1523) لا يتورم * ليبوسته (1524) . قال أبقراط في موضع آخر السرسام قتال في جميع جنسه، ولكن يعني في هذا الفصل السرسام الحادث من السوداء، وعلامته الهذيان والتفزع والخوف وزوال العقل ويبس المناخر واللهوات، وتكون العين مفتوحة مبهوتة لتشنج أعصاب العين بسبب يبس المادة. يقول: إذا حدث PageVW1P103B بأصحاب المالنخوليا وأصحاب السرسام السوداوي البواسير كان دليلا محمودا لأن البواسير هي زيادة تنبت على أفواه عروق المقعدة من دم سوداوي غليظ. فإذا انفجر ورم البواسير وسال منها الدم السوداوي وتحلبت من أفواه عروق المقعدة كانت علامة جيدة فيهم * لاستفراغ (1525) مادة مرضهم وانحدارها من دماغهم إلى أسفل فينتفعون بذلك.

208

[aphorism]

* قال الحكيم أبقراط (1526) : من عولج من بواسير مزمنة حتى يبرأ منها ثم لم يترك واحد منها فلا يؤمن عليه أن يحدث به استسقاء أو * سل (1527) .

[commentary]

يعني من كان به بواسير مزمنة يسيل منه على الدوام الدم السوداوي العكري واعتاد الطبيعة على توليدها في الكبد ودفعها إلى أسفل PageVW0P147B من عروق المقعدة، فلو اتفق علاجها وبرء منها العليل بالكلية فلا يؤمن عليه أن يحدث به الاستسقاء لأنه لما انسدت الطريقة * المعتادة (1528) في دفعها واجتمعت السوداء في الكبد وغمرت الحرارة الغريزية * وأطفأتها (1529) بكميتها وكيفيتها أحدثت في الكبد سوء مزاج بارد يعرض منه الاستسقاء اللحمي. ولهذا قيل ينبغي أن يجتنب المستسقي عن الفصد إلا الذي كان استسقاؤه بسبب * احتباس (1530) دم البواسير ودم الطمث. قال افطينوس كثرة الدم البارد تطفئ الحرارة الغريزية مثل كثرة الدهن الذي يطفي السراج وكثرة الحطب الرطب الذي يطفئ النار. وإن قويت الكبد ودفعتها من نفسها فجرت مع الدم إلى سائر الأعضاء وبلغ قسط منها إلى الرئة وامتلأت منها عروقها فربما انحرقت وانشقت بسبب غلظ الدم السوداوي ويبوستها ودقة عروق الرئة ورقتها PageVW1P104A أو انفتحت فم عرق منها لتخلخلها * وجوهرها (1531) السخيفة من حدة السوداء وحموضتها الغائصة الأكالة فيعرض نفث الدم ثم السل فلا جرم يجب أن يترك واحد من العروق الدامية المتحلبة عنها عكر دم حتى يستفرغ منه الدم السوداوي.

Неизвестная страница