44

[فصل رقم 85]

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كان الصيف شبيها بالربيع (66)، فتوقع في الحميات عرقا كثيرا.

[commentary]

قال عبد اللطيف (67): قوله: "إذا كان الصيف شبيها بالربيع" أي إذا كان حارا رطبا # مثل الربيع. وقوله: "فتوقع في الحميات عرقا (68) كثيرا (69) أي توقع أن تكون البحارين بعرق كثير، والعلة في ذلك أن العرق إنما يدر ويغزر مع الحرارة والرطوبة، فإن الحرارة مع اليبوسة تحلل الفضل بالبخار وتجففه، والرطوبة مع البرودة تحقن البخار وتمنعه من التحلل. فأما البرودة مع اليبوسة فتجمده (70) أصلا، فصارت الحرارة مع الرطوبة هي سبب درور (71) العرق لأن الحرارة تجذب المادة PageVW2P052B إلى سطح الجسد وظاهره، والرطوبة تمنعها أن تبخره وتلطفه فيجتمع تحت الجلد منه مقدارا كثيرا (72)، وينبعث عرقا.

[فصل رقم 86]

[aphorism]

قال أبقراط: إذا احتبس المطر، حدثت (73) حميات حادة، وإن كثر ذلك الإحتباس في السنة، ثم حدث (74) في الهواء حال يبس، فينبغي أن تتوقع في أكثر الحالات هذه الأمراض وأشباهها.

[commentary]

قال عبد اللطيف: قوله: "إذا احتبس المطر، حدثت حميات حادة" أي إذا تأخر عن زمان (75) مجيئه، يبس الهواء، فاجتذب أخلاط البدن فكانت الأخلاط الحادثة حادة مرارية، فإن كثر ذلك الاحتباس وازداد يبس الهواء، كان توقع الحميات الحادة وأشباهها من الأمراض الصفراوية والحادثة عن اليبس أكثر، فإن قيل: هذا الفصل مناقض لفصل يأتي بعد، يقول (76) فيه: إن من حالات الهواء (77) PageVW3P053A في السنة بالجملة أن (78) قلة (79) المطر أصح من كثرة المطر وأقل موتا. فنقول: أفرق (80) بين أن يقال حدثت حميات (81) حادة، وبين أن يقال كثرت (82) الحميات الحادة. فإن قلة (83) المطر تقل معها (84) الأمراض، لكنها إذا حدثت (85) كانت حادة. فأما كثرة المطر فتكثر فيه الأمراض، لكنها تكون طويلة؛ والعلة PageVW0P045B في ذلك أن المطر يرطب الهواء فتمتلئ الأبدان كيموسات بلغمية تقبل العفن. ويبس الهواء أفضل للأبدان من رطوبته؛ لأن الرطوبة معفنة.

Неизвестная страница