[commentary]
قال عبد اللطيف: البدن الذي ليس بالنقي هو الذي فيه أخلاط رديئة فاسدة الكيفية يحتاج البدن أن ينقى منها، فإذا ورد الغذاء على هذا البدن واتصل بالخلط الرديء (45)، استحال إلى الفساد والرداءة فزاد في مقداره فكثرت المادة الرديئة وكثر الشر في البدن فحينئذ يصير الغذاء زائدا في كمية المرض ورداءته لا في كمية البدن وإصلاحه. وأنا أمثل لك في ذلك (46) PageVW2P028B مثالا وهو: إن من كان في معدته خلط صفراوي ثم يتناول لبنا أو حساء الشعير (47) أو نحو ذلك فإنه يستحيل إلى الصفراء فيكثر مقدارها وتزداد PageVW1P024A رداءة. وقد علمت PageVW0P026B أن الصفراء لا يغتذي بها البدن بل هي شر عليه، فإذا زادت كميتها زاد البدن شرا. فأما من كان في معدته خلط PageVW3P032A بلغمي فإن هذه الأغذية تستحيل فيه بلغما ويزداد مقداره بها فيزداد البدن فسادا وشرا، فإذا نقيت المعدة من الخلط الغالب فيها ثم وردها الغذاء وهي نقية فإنه يستحيل استحالة صالحة ويغتذي به البدن ويزداد قوة وخيرا. ولفظة كلما تقتضي تكرار المرار، ولفظة إنما تقتضي تأكيد القضية والحصر، فيصير المعنى أنه متى أعطى الغذاء إزداد شرا دائما وأن الأمر لا يكون إلا كذلك. ولو صرح بالفاء فقال: كلما غذوته فإنما تزيده شرا، لكان وجه الكلام لأن كلما فيها معنى الشرط، والفاء فيها معنى الجواب والمجازاة (48). وقوله: "إنما (49) تزيده شرا" مفهومه أنه قد كان به الشر قبل الغذاء وإنما ازداد بالغذاء شرا على شره الأول، فالشر الأول هو الحاصل فيه من عدم النقاء ووجود الامتلاء من الخلط الرديء، والشر الثاني هو الذي اكتسبه من الغذاء لما استحال إلى الخلط الرديء وزاد في كميته وعجزت الطبيعة عن إصلاحه وإحالته إلى ما ينمي الجسد ويزيد فيه.
[فصل رقم 36]
[aphorism]
قال أبقراط: لأن يملأ البدن من الشراب، أسهل من أن يملأ من الطعام.
[commentary]
قال عبد اللطيف: لما ذكر من يحتاج إلى الغذاء حتى يعود بدنه إلى ما كان عليه، ذكر أصناف الأغذية وأيها يغذو أسرع، فعرف أن الأغذية الرطبة (50) تغذو أسرع * من غيرها، وأن الشراب يغذو أسرع من الطعام، وأن الشراب الرقيق المائي قليل الإغذاء * سريع النفوذ والتلطيف ولهذا يدر البول (51) وأن الغليظ الأحمر أكثر الأنبذة إغذاء ويملأ الأبدان التي استفرغت واحتاجت إلى زيادة PageVW2P029A بأسرع ما يكون (52). فالغذاء الرطب أسهل انهضاما وأسرع (53) تغذية للبدن ولاسيما إن كان حارا، لأنه برطوبته ينفعل بسرعة وبحرارته ينفذ وينضج بسرعة لأن في جبلته ما يعين الحار الغريزي على نضجه.
[فصل رقم 37]
[aphorism]
قال أبقراط: البقايا التي تبقى من الأمراض من بعد البحران، من عادتها أن تجلب عودة من المرض.
Неизвестная страница