290

Комментарий к дивану аль-Мутанабби

شرح ديوان المتنبي

Исследователь

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Издатель

دار المعرفة

Место издания

بيروت

قَالَ أَبُو الْفَتْح وَجَمَاعَة من أهل الصِّنَاعَة من جعل كَانَ لَا تعْمل فى الْأَحْوَال فَغير مَأْخُوذ بِكَلَامِهِ لِأَن الْحَال فضلَة فى الْخَبَر منكورة فرائحة الْفِعْل تعْمل فِيهَا فَمَا ظَنك بكان وهى فعل متصرف يعْمل الرّفْع وَالنّصب فى الِاسْم الظَّاهِر والمضمر وَلَيْسَت كَانَ فى نصبها الْأَحْوَال بِأَسْوَأ حَالا من حُرُوف التَّنْبِيه وَالْإِشَارَة قَالَ الشريف بن الشجرى قَالَ المعرى كَانَ لَا تعْمل فى الْحَال وَيجْعَل الْعَامِل فى الْحَال وَأَنَّك بالْأَمْس أى الْفِعْل الْمُضمر الذى عمل فى قَوْله وَأَنَّك بالْأَمْس قَالَ وَهَذَا سَهْو من قَائِله لِأَنَّك إِذا علقت قَوْله بالْأَمْس بِمَحْذُوف فلابد أَن يكون بالْأَمْس خَبرا لِأَن أَو لَكَانَ لِأَن الظّرْف لَا يتَعَلَّق بِمَحْذُوف إِلَّا أَن يكون خَبرا أَو صفة أَو حَالا أَو صلَة وَلَا يجوز أَن يكون خَبرا لِأَن وَلَا لَكَانَ لِأَن ظروف الزَّمَان لَا تكون أَخْبَارًا عَن الجثث وَلَا صِفَات لَهَا وَلَا صلات وَلَا أحوالا لَهَا فَإِذا اسْتَحَالَ أَن يتَعَلَّق بالْأَمْس بِمَحْذُوف علقته بكان وأعملت كَانَ فى محتلما وَقَوله شيخ معد خبر كَانَ الْمَعْنى يَقُول كنت فى حَال احتلامك وَأمر دينك شيخ معد يرجعُونَ إِلَى رَأْيك وعقلك فَكيف الْيَوْم مَعَ علو سنك وَقد جربت الْأُمُور وَعرفت الْأَشْيَاء وَلَقِيت الحروب وَقَوله وَأَنت أمردها عطف على الْحَال أى محتلما أَمْرَد
٣٦ - الْإِعْرَاب نعْمَة رويت نصبا وجرا فَمن نصب أَرَادَ الِاسْتِفْهَام وَمن جر أَرَادَ الْخَبَر وَهُوَ الأولى لِأَنَّهُ أَرَادَ الْخَبَر عَن كَثْرَة مَاله الْغَرِيب المجللة الْعَظِيمَة الْمَعْنى يُرِيد كم نعْمَة لَك عندى فَلم تكن وَاحِدَة فتنسى على طول الْعَهْد وَإِنَّمَا هى كَثِيرَة لَا تحصى وربيتها قرنتها بأمثالها
٣٧ - الْإِعْرَاب يجوز فى حَاجَة مَا جَازَ فى نعْمَة وَالْبَاء تتَعَلَّق بسمحت وحرفا الْجَرّ يتعلقان بأقرب الْمَعْنى أقرب قَالَ الْخَطِيب هُوَ من كَلَام الصُّوفِيَّة وَهَذَا يدل على أَنه كَانَ متصرفا فى أفانين الْكَلَام وَقَالَ الواحدى سمحت بقضائها فَحذف الْمُضَاف وَيُرِيد قضيها لى وَكَذَلِكَ موعدها أى موعد قَضَائهَا وَهَذَا إِخْبَار عَن قصر الْوَعْد وقربه من الإيجاز وَلَا شئ أقرب مِنْك إِلَيْك فَإِذا قرب موعد الإنجاز صَارَت الْحَاجة عَن قريب مقضية

1 / 311